الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 2 أغسطس 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يسوع في وسطِهم
«وَقَفَ يَسُوعُ نَفْسُهُ فِي وَسَطِهِمْ، وَقَالَ لَهُمْ: سَلاَمٌ لَكُمْ!» ( لوقا 24: 36 )
لقد تميز أول اجتماع حول الرب المُقام بثلاث نقاط هامة ينبغي أن تكون نفسها التي تحدد مضمون وشكل اجتماعاتنا:

أولاً: حضور الرب الشخصي في وسطهم: وينبغي أن تكون هذه الحقيقة هي الركيزة الأولى لاجتماعاتنا، فلا يوضع الرب - تبارك اسمه - جانبًا، أو يحل محله آخر مهما كان هذا الآخر. وهذا بالطبع لن يتحقق عمليًا إلا بتنحية الجسد جانبًا ورفضه في كل صوره، واعتبار الإنسان لا شيء في محضر الله، وعندئذ فقط ستتحقق فعلاً هذه العبارة الثمينة «حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسْطِهِمْ».

ثانيًا: دور المكتوب: لقد سبق الرب وأقنع تلاميذه ببراهين كثيرة أنه قام، وها هو الآن بنفسه حاضر في وسطهم يكلمهم ويعلمهم. فبماذا يا تُرى كان يُكلّمهم؟ ليس إلا بالمكتوب إذ يقول لهم: «هَذَا هُوَ الْكَلاَمُ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ وَأَنَا بَعْدُ مَعَكُمْ: أَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ يَتِمَّ جَمِيعُ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنِّي فِي نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ» ( لو 24: 44 ).

وكم نحتاج في هذه الأيام التي قلّ فيها الاهتمام بالمكتوب أن نعطي نحن اهتمامًا أكثر لكلمة الله. ففي حديث الرب مع تلميذي عمواس كان الحديث من جميع الكتب ( لو 24: 27 )، وهنا أيضًا كذلك كان يوضح للتلاميذ أنه ««هَكَذَا هُوَ مَكْتُوبٌ، وَهَكَذَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ وَيَقُومُ مِنَ الأَمْوَاتِ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ» (ع46).

ثالثًا: مسؤولية المجتمعين حوله: فكل مَنْ فتح الرب ذهنه، عليه مسؤولية أن يشهد للرب بما سمعه «وَأَنْتُمْ شُهُودٌ لِذَلِكَ» ( لو 24: 48 ). بهذه الكلمة الهامة من فم الرب يختم لوقا حديثه عن هذا الاجتماع الأول حول الرب المُقام، وكأنه يريد أن يقول إنها ينبغي أن تكون هي أيضًا خاتمة كل فرصة نقضيها في محضره لسماع كلمته.

فريتز فون كيتسل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net