الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 11 سبتمبر 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
بالقليل أو بالكثير
«فِي أَيَّامِ ... حَنَّانَ وَقَيَافَا، كَانَتْ كَلِمَةُ اللهِ عَلَى يُوحَنَّا» ( لوقا 3: 2 )
بدأت خدمة يوحنا المعمدان، ومن حوله خراب روحي في الأمة التي يرأسها دينيًا اثنان من رؤساء الكهنة بدلاً من رئيس كهنة واحد حسب ترتيب الله. رئيسان أحدهما اسمي وهو الرئيس الرسمي، والآخر غير رسمي وهو كل شيء. عبرت كلمة الله على حَنَّانَ وعلىَ قَيَافَا - وعلى قيصر وبيلاطس، وعلى هيرودس وفيلبس ... إلخ ( لو 3: 1 -3). عبرت على رجال الدين المفروض فيهم أن يكونوا حملة النور إلى شعب يجلس في الظلمة، وعبرت على رجال السياسة وفي يدهم صولجان القوة، عبرت عليهم جميعًا لكي تستقر على فم رجل منزو بعيد مجهول الصوت والصيت. عبرت كلمة الله على روما، وعلى قيصرية، وعلى أورشليم. كان هناك قيصر، وكان هناك قَيَافَا لكن ولا واحد منهما، ولا من أتباعهما كان يصلح لإعلان كلمة الله. قد يحكمون ويرسمون لكنهم لا يقدرون أن يحملوا كلمة الله أو أن ينادوا بها.

طبعًا نحن لا نقول إن هذه هي طريقة الله دائمًا. كلا. لقد جاءت كلمة الله إلى ملوك مثل سليمان وحزقيا، وجاءت إلى أنبياء مثل صموئيل وإشعياء، لكنها أيضًا جاءت إلى راعي غنم مثل داود، وإلى صياد سمك مثل بطرس، وإلى رجل نذير في برية مثل يوحنا المعمدان. وفي أيامنا الحاضرة قد يطغى العالم بتياراته المادية الجارفة وقد تتضاءل وتنكمش وسائط النعمة، لكن كلمة الله وحدها المكتوبة بحبر وورق قد تعمل عملها بدون واسطة أو بوسائط ضعيفة أو قوية على السواء. إنها تقصد دائمًا القلوب المنزوية في ركن الصلاة، المنحنية انتظارًا لوابـل من البركات، الملتهبة غيرة على رجوع نفوس الضالين. وليس شرطًا أن تكون هذه الأواني من بين الحكماء والأقوياء والأغنياء، بل كثيرًا ما تكون من بين جهّال العالم والضعفاء والفقراء ( 1كو 1: 27 -29).

بللت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net