الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 10 سبتمبر 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
زَبْدي
«دَعَاهُمَا ... فَتَرَكَا أَبَاهُمَا زَبْدِي فِي السَّفِينَةِ مَعَ الأَجْرَى وَذَهَبَا وَرَاءَهُ» ( مرقس 1: 20 )
مسكين “زَبْدِي”، لم يرَ في الرب سببًا لترك الشباك والبحر والسمك والصيد. العالم ومطاليب العيش والسعي الحلال وراء المكسب، كانت كلها موضع اهتمامه. لقد سمع الرب وهو يدعو ولديه، ورأى ولديه ينفضان أيديهما من كل شيء ليتبعا الرب. لكنه ربما احْتَقَرَ تصرفهما ورأى فيه طياشة شباب، وأنه لا يليق برجل يدرك مطاليب بيته ومستقبل أولاده وحقوق مهنته، أن يعمل كما عملا. أليست هذه هي روح زوجته الطموحة التي يظهر أن مستقبل أولادها كان يشغل حيزًا كبيرًا من تفكيرها؟ ( مت 20: 20 ،21).

إن الكتاب لم يذكر عن “زَبْدِي” شيئاً أكثر من هذا. ولا يعنينا كثيرًا أن نتأمل في “زَبْدِي”، لكن كم من “زَبْدِي” بين المؤمنين أنفسهم؟ إذا كان للعالميين غير المؤمنين أن يتذرعوا بمطاليب العيش ومستقبل الأولاد ومشاغل الحياة، فتلهيهم هذه عن سماع دعوة الرب وخلاص نفوسهم، فهل يليق أن يكون بين المؤمنين أمثال “زَبْدِي” المشغول بالسمك وبشباك الصيد وبالأجرى؟

لا شك أن “زَبْدِي” كان يسمع من ولديه أخبارًا عن الرب وما كان يصنعه. ولكننا للأسف لا نقرأ عنه أنه اهتم بأمور الرب. فإذا ارتخت أيدي المؤمن في خدمة سيده وتثاقلت خطواته عن نشاطه الروحي، وسمح لأمور فانية زائلة بأن تزحف إلى قلبه فتحتل فيه مكانًا، فماذا تكون النتيجة؟ إنه طبعًا لن يتساوى في مركزه مع غير المؤمنين، ولن يُترك لشأنه ليجرفه التيار، لكن الرب في رحمته قد يسمح بأن يكون علاجه بتمزيق شباكه أو كسر سفينته، أو قد تبقى له الشباك والسفينة، ولكن يأمر الرب فيهرب السمك من حوله فيتعب ولا يمسك شيئًا.

نحن لا نعلم كم أثرى “زَبْدِي” من سفنه وشباكه، ولكن المؤكد أنه كان سيكسب شيئًا أثمن وأبقى لو أنه اهتم كولديه بأمور الله.

ج. ب. روبرت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net