الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 16 سبتمبر 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
كادَ يهلك لكنه خلُص
«الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ» ( لوقا 23: 43 )
أول شيء عملته مخافة الله في قلب ذلك اللص أنها جعلته لا يُبرِّر نفسه «لأَنَّنَا نَنَالُ اسْتِحْقَاقَ مَا فَعَلْنَا». إن بداية البركة لكل إنسان مهما كان ماضية هي أن يدين نفسه أمام الله. لقد قيل، وهو قولٌ صحيح: “إن من يبررُ نفسه يستذنبه الله، ومن يستذنبُ نفسه، باتضاعٍ وتوبةٍ صادقةٍ، في محضر الله، فهذا يبرره الله”.

ثانيًا: مخافة الله جعلت ذلك اللص لا يساير الجموع. لقد كان الناس جميعًا في ذلك الوقت يُجدفون على المسيح ويعيرونه. لقد اعتبروه مستحقًا لما يحدث له. لكن ذلك اللص التائب وقف ضد الأمة كلها. وعندما برر المسيح بقوله: «أَمَّا هَذَا فَلَمْ يَفْعَلْ شَيْئًا لَيْسَ فِي مَحَلِّهِ»، كأنه وقتها أصدر حكمًا بإدانة كل الأمة. إن الحكمة التي رأسها مخافة الله تجعلك «لاَ تَتْبَعِ الْكَثِيرِينَ إِلَى فَِعْلِ الشَّرِّ» ( خر 23: 2 ).

ثالثًا: الحكمة جعلته أيضًا يتحول إلى المسيح، الذي فيه وحده الرجاء، ليطلب منه الخلاص والرحمة. فقال ليسوع: «اذْكُرْنِي يَا رَبُّ». عبثًا تتجه إلى أي وسيطٍ أو شفيعٍ سواه. فليتك تتحول عن الكل إليه وحده لتكون حكيمًا.

رابعًا: الحكمة جعلته يرى في ذلك المصلوب ربًا. لقد اعترف بربوية المسيح ولاهوته، فقال: «اذْكُرْنِي يَا رَبُّ». والواقع أنه بدون هذا الاعتراف ما كان يمكنه أن ينال الخلاص. فمكتوب: «كُلُّ مَنْ يَدْعُو بِاسْمِ الرَّبِّ يَخْلُصُ» ( أع 2: 21 ).

هذا اللص كاد يهلكُ لكنه خلص. وطريقة الخلاص كما نتعلَّمها من هذه القصة هي: (1) لا تبرر نفسك بل استذبها بصدق في محضر الله. (2) لا تساير الكثيرين في رأيهم الخاطىء في المسيح. (3) أطلب الرحمة من المسيح مباشرة دون سواه.

(4) اعترف بربويية المسيح ولاهوته. فإن فعلت ذلك فإني أقول لك من كل القلب هنيئًا لك بركةُ الخلاص.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net