الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 17 سبتمبر 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مدرسة الصحراء
«هَلُمَّ فَأُرْسِلُكَ إِلَى فِرْعَوْنَ، وَتُخْرِجُ شَعْبِي بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ» ( خروج 3: 10 )
كانت كل حياة موسى مائة وعشرين سنة، مقسمة إلى أربعين سنة في مصر، وأربعين سنة في مديان، ثم أربعين سنة في برية سيناء مع الشعب. أول أربعين سنة من حياة موسى قضاها في بلاط فرعون حيث تربى وتدرّب كواحدٍ من المصريين. والشيء الذي كان يعوزه هو كيف يخدم الله. كلُ التدريب الذي تلقاه موسى في مصر لم يؤهّلْه لتخليص الشعب من العبودية. حاول مرةً أن ينقذَ واحدًا من أبناء جنسه الذي كان يعامل بقسوة من أحد المصريين، فقام وقتل المصري. لم يُدرك أنه تحرك بوقتٍ مبكر بأربعين سنة عن مخطط الله، من أجل ذلك قام الله بإبعاده إلى الصحراء.

يذهب موسى إلى صحراء مديان. وفي هذه الصحراء ستبدأ الاستعدادات ليكون مُخلِّصَ الشعب من عبودية مصر. يتزوج من صفورة ابنة كاهن مديان، وينجب منها ابنان. كان الله يـُعدُّ العُدة لتخليص الشعب من العبودية. وكان موسى هو المختار من الله لخلاص الشعب.

وعندما أوشكت الأربعون سنة الثانية لموسى على الانتهاء وهو في صحراء مديان، كانت تلك الفترة مدرسةً ودروسًا في حياتـِه، أعده الله فيها لإخراج الشعب من العبودية. إن الربَ من حكمته ورحمته وأمانته وارى عبدَه عن عيون البشر وأفكارِهم لكي يُدرّبـَه سرًا تحت عنايته المباشرة، وكان هذا التدريب لازمًا لموسى. صحيحٌ أنه صرف أربعين سنة في بيت فرعون، قضاها في المفيد والنافع، ولكنها لا تـُحسَبُ شيئًا بالمقابلة مع المدة التي قضاها في البرية. لا يوجد شيءٌ يعوّضُ عن دخول مدرسة الله التهذيبية، فكلُ حكمة المصريين لم تكن كافية ليصبحَ موسى أهلاً للخدمة التي كانت مُعدّة له. فعلاً، إن الإنسانَ الذي يربيه الله، يكون أسمى تربية من أي إنسانٍ يربيه آخر، بل ليس في طاقة البشر أن يُهيئوا آنية واحدة لخدمة الله.

برنامج كل الكتاب
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net