الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 19 سبتمبر 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
كهنوت المؤمنين
«كَهَنُوتًا مُقَدَّسًا، لِتَقْدِيمِ ذَبَائِحَ رُوحِيَّةٍ ... و َكَهَنُوتًا مُلُوكِيًّا» ( 1بطرس 2: 5 -9)
خادمان للمسيح محبوبان، استطاعا في ظروف قاسية وصعبة أن يُقدما نفسيهما باعتبارهما كهنوتًا روحيًا مُقدّسًا مرة، وكهنوتًا ملوكيًا في وقت لاحق.

في سفر الأعمال16: 19-34 نجد بولس وسيلا محبوسين في الجزء الداخلي المظلم الرهيب من سجن فيلبي، تعلو ظهريهما آثار الجلدات، وأقدامهما ممسوكتين في المقطرة. ماذا كانا يفعلان؟ هل كانا يشكوان ويتذمران؟ آه، كلا! بل باعتبارهما كهنوتًا روحيًا مُقدّسًا (أو كاهنين روحيين مقدّسين)، قدما لله ذبيحة التسبيح «وَنَحْوَ نِصْفِ اللَّيْلِ كَانَ بُولُسُ وَسِيلاَ يُصَلِّيَانِ وَيُسَبِّحَانِ اللهَ» ( أع 16: 25 ). يا له من موقف رائع! وماذا تستطيع الجلدات أو المقطرة أو الليل المظلم البهيم أن تعمل للكاهنين الروحيين المُقدّسين؟ لا شيء سوى أن تمنحهما فرصة لإظهار النعمة الحية الغنية الساكنة فيهما.

كم نحن مساكين! فأقل إزعاج في حياتنا اليومية كثيرًا ما يكون سببًا كافيًا ليُفقدنا توازننا. ولكن ها هما بولس وسيلا يجتازان ظروفًا ساحقة ماحقة، ولكنهما كانا في وسطها كحجارة حية وكاهنين روحيين مقدَّسين.

ولكنهما كانا “كَهَنُوتًا مُلُوكِيًّا” كذلك. كيف ظهر ذلك؟ إنه لم يكن – بالتأكيد – نتيجة توزيعهما فضةً أو ذهبًا. لم يكن هذان الرجلان يملكان شيئًا من هذا القبيل. ولكن كانا يملكان ما هو أفضل: “فَضَائِلِ الَّذِي دَعَاهُمْا مِنَ الظُّلْمَةِ إِلَى نُورِهِ الْعَجِيبِ”. وهل سطعت هذه الفضائل؟ نعم. اسمع بولس يقول للسجان كلمات تمس شغاف القلب: «لاَ تَفْعَلْ بِنَفْسِكَ شَيْئًا رَدِيًّا لأَنَّ جَمِيعَنَا هَهُنَا» (ع28).

لقد صعد صوت الكاهنين الروحيين المُقدَّسين إلى عرش الله الذي تنسم فيه رائحة سرور، ومس صوت الكاهنين الملوكيين قلب السجان القاسي ففعل فعله فيه وأذابه. وهكذا تمجد الله، وخلُص السجان، بواسطة رجلين اضطلعا بوظيفتي الكهنوت المسيحي.

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net