«صَادِقَةٌ هِيَ الْكَلِمَةُ وَمُسْتَحِقَّةٌ كُلَّ قُبُول: أَنَّ الْمَسِيحَ يَسُوعَ جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ لِيُخَلِّصَ الْخُطَاةَ الَّذِينَ أَوَّلُهُمْ أَنَا». يا لها من كلمة صادقة! ليس من دليل أقوى على صدق هذه الكلمة من أن شاول الطرسوسي كان “أول الخطاة”. وإن كان المسيح يسوع الذي جاء إلى العالم ليُخلِّص الخطاة، قد خلَّص أول الخطاة، إذًا ليس من خاطئ على وجه الأرض لا يقدر المسيح أن يُخلِّصه؛ لقد خلَّص أول الخطاة.
وها قصة توضيحية لذلك. اعتاد الناس فى الهند قديمًا على ركوب الأفيال، وأتى أحدهم إلى كوبري متهالك فوق نهر، فوضع الفيل رجله الأولى على الكوبري، ثم الثانية، وبحذر شديد وضع الثالثة، ثم أخيرًا الأخيرة. ثم بعد لحظات مشى ببطيء ليعبر عليه. وبعد قليل جاء رجل ضخم وتساءل: “إنني أشك أن هذا الكوبري يُمكنه حملي! هل أُعتبَر مُتهورًا إذا حاولت العبور عليه؟” فقيل له: “كلا، لقد عبر الكوبري للتو فيل ضخم يزن خمسة أطنان! فبلا شك سيتحمَلك الكوبري!” وهكذا يقول الرسول بولس بحق: «صَادِقَةٌ هِيَ الْكَلِمَةُ وَمُسْتَحِقَّةٌ كُلَّ قُبُولٍ: أَنَّ الْمَسِيحَ يَسُوعَ جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ لِيُخَلِّصَ الْخُطَاةَ الَّذِينَ أَوَّلُهُمْ أَنَا»، وهكذا يمكن أن يخلص أي إنسان.
إنها مسألة رحمة «لَكِنَّنِي لِهَذَا رُحِمْتُ» (ع16). لم يكن بولس يستحق الرحمة، بل كان يستحق الإدانة فقط، لكنه نال رحمة. لا أعرف مؤمنًا حقيقيًا لا يقول: “يا لها من رحمة قد وصلتني! ويا لها من نعمة قد شملتني! لتحوِّل أفكاري عن نفسي وعن طرقي الشريرة، ولتأتي بي إلى قدمي الرب يسوع المسيح!” هكذا فعل الله مع شاول الطرسوسي، أول الخطاة، ومعي ومع ملايين آخرين. إن الرحمة هي القاعدة الأساسية الوحيدة التي منها يصل الخلاص إلى أي إنسان في هذا الوقت، أو أي وقت آخر.