الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 6 سبتمبر 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
موطن الناصري
«وَأَتَى وَسَكَنَ فِي مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا نَاصِرَةُ» ( مت 2: 23 )
لقد جعل الرب يسوع من هذه القرية الصغيرة، موطنًا له، إلى أن يحين الوقت لبدء خدمته العلنية. وما أحلى فكرة إقامة ابن الله، لعدة سنوات، في موطن على الأرض. لقد تفتحت حياته النقية التي بلا خطية، كبرعم يتفتح إلى وردة جميلة، تبعث الأريج العطر في كل ربوع هذا المكان المتضع.

ومن دراسة طفولة وصبا الرب يسوع – وإن كان لنا منها فقط لمحات صغيرة متفرقة، يُعطينا الإنجيل إياها – إلا أن من شأنها أن تُبرهن على ما يُعلّمه الوحي لكل طفل ولكل شاب يافع. ولا شك أنا كنا نتوق إلى أن نعرف أكثر عن هذه الحياة البيتية المباركة الحلوة، ولكن القليل الذي يُخبرنا عنه يكفي، وإلا لكان روح الله قد أعطانا المزيد عن هذه القصة.

فنحن نعلم أنه لم تكن خطية في الرب يسوع. ويحق لنا أن نفكر في لطفه وطاعته ومحبته وإيثاره، وكل مظاهر النعمة والجمال والحكمة، في صفاته. نعم، كان هو طفلاً طبيعيًا سعيدًا فرحًا، ومهتمًا بالأشياء الجميلة، ودارسًا باجتهاد. وكان جادًا، ولكن بدون أن يكون متدينًا ذلك التدين المتسم بالمبالغة والتعلّق بالأوهام السقيمة.

وبالإجمال كان صبيًا كمثل ما يُحبه الله، ومثل ما كان يصبو إليه كل صبي باجتهاد. ولنا لمحة واحدة عنه عندما كان في الثانية عشرة من عمره، مهتمًا بأن يكون فيما للآب السماوي. ولكن مع ذلك نلاحظ حقيقة أنه عاد إلى الناصرة، واستأنف موقع واجب الابن، وكان خاضعًا ليوسف والمُطوَّبة مريم. وظلَّ لمدة ثماني عشرة سنة أخرى في موطنه آنذاك، طائعًا مُؤديًا لواجبه، ثم شابًا سعيدًا نافعًا، ثم كرجل ناضج مجتهد. فما أجمله! وما أمجده!

جيمس ر. ميللر
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net