الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 7 سبتمبر 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
اختبار الشعب
«انْزِلْ بِهِمْ إِلَى الْمَاءِ فَأُنَقِّيَهُمْ لَكَ هُنَاكَ» ( قضاة 7: 4 )
كانت أعداد الشعب التي مع جدعون كبيرة، لذلك كان هناك خطر أن ينسبوا النصر لأنفسهم، وبذلك يقعوا في حالة أسوأ ممَّا كانوا قبلاً عليه. كان ثلثا الشعب جبناء، وكانت سلامتهم أثمن لهم من القتال لأجل الرب، وسَعدوا بأن يعودوا إلى بيوتهم ( قض 7: 1 -3). ومع ذلك ظل عشرة آلاف، ولم يكونوا جبناء مثل رفقائهم السابقين، ولذلك اجتازوا اختبارًا أبعد وأشد.

«انْزِلْ بِهِمْ إِلَى الْمَاءِ فَأُنَقِّيَهُمْ لَكَ هُنَاكَ» ( قض 7: 4 )، هكذا كان الأمر من الله. الماء هو من أعظم مراحم الله. وبهذه الطريقة تعامل الرب معهم ليُعلن مَن هم يصلحون كمُحاربين لله، ومَن لا يَصلحون. فجثا تسعة آلاف وسبعمائة على رُكبهم، وانحنوا ليعبُّوا كل ما يستطيعون أن يعبُّوه من الماء، وبَدوا آنئذٍ أنه قد غابت من ذهنهم المعركة. ومن الناحية الأخرى، اغترف ثلاثمائة منهم غرفة من الماء على يده، بقدر ما يكفي بالكاد أن يُلّبي حاجتهم الحاضرة لا أكثر.

هنا نرى الاستخدام الصحيح لمراحـم الله. فنحن نحتاج للطعام والكساء والمأوى، وهذه جميعها في متناولنا. فكيف نتعامل معها؟ إذا كان غرضنا أن نحصل على أكبر قدر ممكن من هذه الأشياء، فقد أصبحنا عبيدًا لها، ومَن يكون مُنغمسًا في هذه الأشياء، لا يستطيع أن يواجه العدو، لأنه يكون عندئذٍ قد بدأ يهتم بالأمور الأرضية. ولكن على العكس، إذا كانت هذه الأشياء تُستخدَم فقط كمراحم الرب لنا، وكنا راضين بهذه الأشياء كمُعطاة لنا من الله، مُتذكرين أنه ليس لنا أن نُكَوِّم الثروات والكنوز على الأرض، بل أن نستخدمها للشهادة للرب، فسنكون عندئذٍ قد أثبتنا أننا أوانٍ صالحة لخدمته. وهذه الصفة المُمتدحَة قد ظهرت بصورة أوسَع مدى في الثلاثمائة، لأنهم أخذوا زادًا بأيديهم، كافٍ لحاجتهم، ولكن ليس أكثر ( قض 7: 8 )؛ هؤلاء كانوا الرجال الصحيحين للحرب، الذين لم يسمحوا لأنفسهم بأن يتعثروا في شِباك أمور هذه الحياة.

ج. ت. موسون
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net