في الآيات 1بطرس 2: 22-25 يتكلَّم الرسول بطرس عن حياة ربنا على الأرض، وعن عمله كمَن حمل خطايانا في جسده على خشبة الصليب. فتُذكَر قداسته أولاً «الَّذِي لَمْ يَفْعَلْ خَطِيَّةً، وَلاَ وُجِدَ فِي فَمِهِ مَكْرٌ». ثم نقرأ عن كمال خضوعه لمشيئة الله «الَّذِي إِذْ شُتِمَ لَمْ يَكُنْ يَشْتِمُ عِوَضًا، وَإِذْ تَأَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يُهَدِّدُ، بَلْ كَانَ يُسَلِّمُ لِمَنْ يَقْضِي بِعَدْلٍ». ويا لها من حياة مباركة تلك التي عاشها ربنا يسوع على الأرض. وفي هذا قد ترك لنا مثالاً لكي نتبع خطواته. وإنه لامتياز وأي امتياز أن نسلك في أثر خطواته، وأن ندع حياته وصفاته تظهر فينا، وفي كل تصرفاتنا.
ثم نقرأ عنه بعد ذلك كمن حَمَلَ خطايا شعبه «الَّذِي حَمَلَ هُوَ نَفْسُهُ خَطَايَانَا فِي جَسَدِهِ عَلَى الْخَشَبَةِ، لِكَيْ نَمُوتَ عَنِ الْخَطَايَا فَنَحْيَا لِلْبِرِّ. الَّذِي بِجَلْدَتِهِ شُفِيتُمْ». إن طريق القداسة الكاملة والخضوع التام الذي سار فيه - له المجد - قاده إلى الصليب، حيث حَمَلَ خطايانا، وهو الذي لم يفعل خطية. وكانت نتيجة عمله كمَن حَمَلَ الخطايا هي أننا شُفينا بِجَلْدَتِهِ، وأننا الآن أموات عن الخطايا، وأحياء عمليًا للبر.
بعد هذه الأقوال الثمينة، يُوضَع أمام قلوبنا ذاك الذي فدانا بدمه باعتباره “رَاعِي نُفُوسِنَا وَأُسْقُفِهَا”. وهو كالراعي والأسقف نجد فيه راحتنا ومعونتنا. وكم هو عزيز علينا أن نجد راعيًا وأسقفًا، نحن الذين كنا كخرافٍ ضالَّةٍ! والراعي الصالح الذي بذل نفسه من أجل الخراف، دخل بين فكي الموت، وأتى بنا إلى نفسه. وهكذا رجعنا إلى الراعي. ويا له من راعٍ! ويا للعجب أن خرافه العزيزة المُشتراة بأغلى ثمن؛ بدمه الكريم، قليلاً ما تتمتع بحلاوة ولطف هذا الراعي. وكم يحز في نفسه، ويُحزِن قلبه، أن يرى خاصته المحبوبة لا تسعى إلى الراحة والمعونة التي هو على استعداد أن يسبغها عليها من قلبه المُحبّ كالراعي والأسقف.