قبل أن يُعلِّم الرسول بولس بهذا المبدأ الراقي، سبق وعمل به، فها هو يضع - بكل تواضع وحب - خادمًا شابًا في الصورة معه. فلنتأمل كيف يمتدح ويُشجِّع تيموثاوس، الخادم الناشئ، في رسائله!
(1) كيف شجَّعه وقرَّر أن يأخذه معه: يأخذه ليكون شريكًا له في خدمة السَيِّد، فنقرأ: «أَرَادَ بُولُسُ أَنْ يَخْرُجَ هذَا مَعَهُ، فَأَخَذَهُ» ( أع 16: 3 ). ونلاحظ أن الرسول بولس لم ينجذب إليه بسبب موهبة متميزة، أو شخصية قوية، ولا بسبب فصاحة فذة، بل لكونه قد التمس فيه إخلاصًا وإيمانًا عديم الرياء وسيرة عطرة، إذ «كَانَ مَشْهُودًا لَهُ مِنَ الإِخْوَةِ الَّذِينَ فِي لِسْتِرَةَ وَإِيقُونِيَةَ» ( أع 16: 2 ).
(2) كيف وصف شخصه: كان تيموثاوس أكثر الناس إدراكًا لتوجهات وطريقة بولس في الخدمة، فاسمع ما يقوله الرسول: «فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَنْ تَكُونُوا مُتَمَثِّلِينَ بِي. لِذَلِكَ أَرْسَلْتُ إِلَيْكُمْ تِيمُوثَاوُسَ، الَّذِي هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ وَالأَمِينُ فِي الرَّبِّ، الَّذِي يُذَكِّرُكُمْ بِطُرُقِي فِي الْمَسِيحِ كَمَا أُعَلِّمُ فِي كُلِّ مَكَانٍ، فِي كُلِّ كَنِيسَةٍ» ( 1كو 4: 16 ، 17).
(3) كيف وصف خدمته بأنها عمل الرب: «ثُمَّ إِنْ أَتَى تِيمُوثَاوُسُ، فَانْظُرُوا أَنْ يَكُونَ عِنْدَكُمْ بِلاَ خَوْفٍ. لأَنَّهُ يَعْمَلُ عَمَلَ الرَّبِّ كَمَا أَنَا أَيْضًا» ( 1كو 16: 10 ).