إن اسم ربنا المجيد المبارك والحلو “يَسُوع” هو ما يلذ للمؤمن الحقيقي التغني به والتحدث عنه، وكل حديث لا يدور حول هذا الاسم العجيب، لا يُشبع النفس بل يملأها كمدًا ويبوسة. فالتأمل ولو في قليل من كثير من البركات الغنية التي نلناها بواسطة هذا الاسم الجليل، يملأ قلوبنا فرحًا وألسنتنا ترنمًا لهذا الاسم الفريد، أو بالحري لشخصه المبارك، لأن اسمه هو ذاته الكريمة له المجد.
وبهذا الاسم وعلى أساس عمله المبارك، أرسل الآب الروح القدس المعزي الذي يعلّمنا كل شيء، والذي يأخذ مما للمسيح ويُخبرنا. «وَأَمَّا الْمُعَزِّي، الرُّوحُ الْقُدُسُ، الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي، فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ، وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ» ( يو 14: 26 ).
نعم وبهذا الاسم وحده وتحت لوائه تجتمع كنيسة الله في كل مكان «لأَنَّهُ حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي، فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسْطِهِمْ» ( مت 18: 20 ). وأية بركة يمكن أن تُعادل بركة حضور المسيح في وسط المجتمعين باسمه مهما قلّ عددهم، ولو اثنين أو ثلاثة، فإنهم يتمتعون - بقوة الروح القدس - بكل تعزية وفرح وبُنيان روحي.
هذا ولنراعِ هذه الحقيقة العملية الهامة وهي أن كل أقوالنا وأفعالنا التي نعملها، يجب أن تكون لمجد ذلك الاسم الكريم «وَكُلُّ مَا عَمِلْتُمْ بِقَوْلٍ اوْ فِعْلٍ، فَاعْمَلُوا الْكُلَّ بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ، شَاكِرِينَ اللهَ وَالآبَ بِهِ» ( كو 3: 17 ).