في أحد مناجم الفحم ببلجيكا، وقف الصبي ينتظر بلهفة وشوق، الوقت الذي يخرج فيه أبيه من المصعد الذي يحمل العمال. لفت الصبي انتباه أحد المُشرفين فسأله: ماذا تفعل هنا يا غلام؟ أجاب: إني أنتظر أبي.
قال المشرف: لكن يا ولدي لا يمكنك التعرف عليه، لأن العمال بالمئات، وكلهم يرتدون نفس الخوذات، ووجوههم مغطاة بغبار الفحم. فمن الأفضل أن تعود إلى البيت وتنتظره هناك. فقال الصبي: شكرًا لك يا سيدي، لكن أبي يعرفني!
ما أروع هذه الثقة، فإن كان الصبي يعجز أن يتعرف على أبيه، لكن كان يعلم أن أباه من المحال ألا يراه.