يقصر البعض الحياة المسيحية على حضور المناسبات الأسبوعية أو السنوية، وفاتهم أنها حياة متصلة ويومية:
(1) الشبع بالرب يَوْمًا فَيَوْمًا: أكل الشعب المَنَّ وكانوا «يَلْتَقِطُونَهُ يَوْمًا فَيَوْمًا» ( خر 16: 5 )، ويتغذون عليه. والمسيح هو خبزنا، كما قال بفمه الكريم: «أَنَا هُو الْخُبْزُ الْحَيُّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ» ( يو 6: 51 )، كان طعم المَنّ حلوًا كَرِقَاقٍ بِعَسَلٍ، ولونه أَبْيَضُ. ويا لحلاوة المسيح! ويا لقداسته!
(2) النصرة على الخطية يَوْمًا فَيَوْمًا: لقد عُرضت الخطية على يوسف بشكل مُتكرِّر «وَكَانَ إِذْ كَلَّمَتْ يُوسُفَ يَوْمًا فَيَوْمًا أَنَّهُ لَمْ يَسْمَعْ لَهَا» ( تك 39: 10 )، لكنه انتصر، لقد نجح الشاب والعبد والغريب، فِي حين فشل داود الشيخ والملك والمستوطن، وذلك لأن يوسف كان في محضر الرب، يتغذى به، ويستند عليه.
(3) اللهج في الكلمة يَوْمًا فَيَوْمًا: فمسرة التقي في ناموس الرب، وفيه «يَلْهَجُ نَهَارًا وَلَيْلاً. فَيَكُونُ كَشَجَرةٍ مَغْرُوسَةٍ عِنْدَ مَجَارِي الْمِيَاهِ» ( مز 1: 2 ، 3). وفي أيام نحميا كان «يُقْرَأُ فِي سِفْرِ شَرِيعَةِ اللَّهِ يَوْمًا فَيَوْمًا» ( نح 8: 18 ).
(4) التحميل أو (الشحن) يَوْمًا فَيَوْمًا: «مُبَارَكٌ الرَّبُّ، يَوْمًا فَيَوْمًا يُحَمِّلُنَا إِلَهُ خَلاَصِنَا» ( مز 68: 19 )، يتلخص سر قوة إيليا في كلمتين هما: يختبئ ويتراءى، فقبل أن يقف أمام الناس، كان يقف أولاً أمام الله.
(5) خدمة الرب يَوْمًا فَيَوْمًا: «وَكَانَ مُرْدَخَايُ يَتَمَشَّى يَوْمًا فَيَوْمًا ... لِيَسْتَعْلِمَ عَن سَلاَمَةِ أَسْتِيرَ» ( أس 2: 11 ). فإن كان مردخاي مستعدًا لخدمة أستير، فحرِيّ بنا أن نخدم الذي أحبَّنا ومات لأجلنا.
لكن إن لم يشبع المؤمن بالرب يومًا فيومًا، فالنتيجة الحتمية أنه «يُعَذِّبُ يَوْمًا فَيَوْمًا نَفْسَهُ الْبَارَّةَ» ( 2بط 2: 8 ). فلنتحذر!