الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 7 يناير 2021 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
سمعان البار
«سِمْعَانُ ... َالرُّوحُ الْقُدُسُ كَانَ عَلَيْهِ ... فَأَتَى بِالرُّوحِ إِلَى الْهَيْكَلِ» ( لوقا 2: 25 -27)
هنا كان شخص تحت السيطرة التامة للروح القدس؛ رجل دعاه الله وأعده ليستقبل ابنه. عندما دخل بالصبي يسوع أبواه، ليصنعا له حسب عادة الناموس، نقرأ أن سِمْعَان «أَخَذَهُ عَلَى ذِرَاعَيْهِ»، أي قَبِلَه في حضنه، من بين يدي مريم بالتأكيد. يا له من مشهد! ومن كان هذا الطفل؟ الإجابة: إنه المكتوب عنه: «فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللَّهَ» ( يو 1: 1 ، 14)؛ الشخص الذي «فِيهِ سُرَّ انْ يَحِلَّ ... كُلُّ مِلْءِ اللاَّهُوتِ جَسَدِيًّا» ( كو 1: 19 ؛ 2: 9). ومن الناحية الأخرى فإن الرب يسوع – كمولود في هذا العالم – كان نسل المرأة، نسل إبراهيم، ابن داود. كل هذه الأمجاد وأكثر لأنه الأقنوم الإلهي الذي تنازل ليتخذ جسدًا.

وقف سِمْعَانُ أمام الله، ومعه هذا الطفل بين ذراعيه، وبقلب فائض «بَارَكَ اللهَ وَقَالَ: الآنَ تُطْلِقُ عَبْدَكَ يَا سَيِّدُ حَسَبَ قَوْلِكَ بِسَلاَمٍ، لأَنَّ عَيْنَيَّ قَدْ أَبْصَرَتَا خَلاَصَكَ». وبذلك تحقق لسِمْعَان جل مرغوبه، بل كل مشتهاه. وكل صلة له بالأرض تقطعت بمجرد أن امتلك خلاص الله. وأضحى مستعدًا للرحيل في سلام، أكثر مما كان لموسى الواقف على رأس الفسجة ليرى الأرض التي وهبها الله لشعبه.

كان يوسف وأم الطفل على حق إذ تعجبا من الكلام الذي قيل عنه. مع أن الإعلان كان جزئيًا، فنحن إنما نختبر الحق الذي تعترف به شفاهنا تدريجيًا. ثم يتبع أمران: فارتباطنا بالمسيح في هذا العالم، يجلب كلاً من البركة والألم. ومثالنا في ذلك مريم. لقد بارك سمعان يوسف ومريم، ثم يستطرد قائلاً لمريم: «وَأَنْتِ أَيْضًا يَجُوزُ فِي نَفْسِكِ سَيْفٌ، لِتُعْلَنَ أَفْكَارٌ مِنْ قُلُوبٍ كَثِيرَةٍ». ومستخدمًا خادمه سِمْعَان، أعدَّ الله - في نعمته الغنية – مريم، لسبيل الألم والرفض؛ السبيل الذي كان ابنها مزمعًا أن يجتازه.

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net