الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 16 أكتوبر 2021 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
شركتنا
«أَمَّا شَرِكَتُنَا نَحْنُ فَهِيَ مَعَ الآبِ وَمَعَ ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ» ( 1يوحنا 1: 3 )
يا له من امتياز عظيم وبركة مجيدة، بفضل الحياة التي صارت لنا بالإيمان بالمسيح! وأول بركة مجيدة لهذه الحياة الأبدية أن لنا شَرِكَة مع الآب. وكيف لنا هذه الشَرِكَة؟ لأن لنا ابنه يسوع المسيح.

إن سرور الآب في الابن، وهكذا سروري وسرورك. فالآب وأولاده لهم سرورهم العميق: سرورهم الواحد المشترك في الابن. الآب أرسل الابن وأعطاه لنا. ونحن لنا هذه الحياة العجيبة لأن لنا الابن - وهو بكل ما حوى من صفات ومشتهيات - لا بد وأن يكون موضوع مسرة مَن لهم الحياة الأبدية. غير أن الآب وحده هو الذي يعرف الابن معرفة كاملة، وهو لذلك يُقدِّر الابن تقديره الصحيح الجدير به. وهذا ما لا نجرؤ أن نقوله عن أنفسنا، ولو أننا نملك الابن ونُحبّه ونُسَّر به. وهذا كله بالروح القدس، وعلى قد طاقتنا وقياسنا. وهذه هي الشَرِكَة مع الآب في الابن يسوع المسيح.

ولكن كيف لنا شَرِكَة مع ابنه؟ لنا شَرِكَة معه في الآب الذي هو أبوه وأبونا. لقد كان الابن في علاقة أزلية مع الآب، وقد شاءت مسرته، بالاشتراك مع مشيئة أبيه ونعمته، أن يُعلنه لنا كأبينا ( يو 20: 17 ). فلم يكن كافيًا أن يُرينا الآب، مع أنه كان يكفي فيلبس كما قال: «يَا سَيِّدُ، أَرِنَا الآبَ وَكَفَانَا» ( يو 14: 8 )، ولكنه لم يكن يكفي المحبة الإلهية. قد كان شوق الآب أن يكون أبًا لنا بمعنى الكلمة، وأن نكون نحن أولادًا له. لذلك فنحن الآن من أولاد الله، وبالتبعية لنا شَرِكَة مع الابن بالنعمة.

وهكذا لنا شَرِكَة مع الآب لأن لنا الابن. ولنا شَرِكَة مع الابن لأن لنا الآب. وهل يمكن إلا أن يكون فرحنا كاملاً (ع4). إن السماء نفسها والمجد الأبدي يتضاءلان أمام هذه البركة العُظمى، مع أن لنا كليهما أيضًا. فلو عرفنا عن هذه الشَرِكَة دون أن تكون لنا، هل كان يُمكن أن يكون فرحنا كاملاً كما هو؟ إنها بركة نتمتع بها من الآن. ولقد أُعطينا الروح القدس كالقوة الإلهية للاستمتاع بهذه الشَرِكَة.

كلي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net