الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 17 أكتوبر 2021 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
سلامٌ لكم؟
«سلاَمٌ لَكُمْ! ... سلاَمٌ لَكُمْ! كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ أُرْسِلُكُمْ أَنَا» ( يوحنا 20: 19 ، 21)
كل شيء قد أُكمِل، والمعركة انتهت بنوال النصرة لأن المنتصِر قد ظهر وسط تلامذه. داود الحقيقي قد تجلَّى ورأس الفلسطيني في يده، ومن ثمَّ قد اُنتُزع كل سبب للخوف، ووُضِع السلام على أساس متين لا يمكن أن يتزعزع مطلقًا. فمن رابع المستحيلات لأي قوة أرضية أو جهنمية أن تمس أساس ذلك السلام الذي أرسله المُخلِّص في نفوس تلاميذه المجتمعين. ذلك السلام الذي صنعه بدم صليبه، بعدما قابل كل عدو، وواجه جيوش جهنم وناضلهم وجهًا لوجه، وانسكب عليه - تبارك اسمه - تيار غضب عدل يهوه الكامل من نحو الخطية، وأبطل شوكة الموت، وتغلَّب على القبر. وبالإجمال بعدما ضمن لنا نصرة مجيدة كاملة، حتى لم يبقَ لنا إلا أن نراه متجليًا أمام أعين وقلوب شعبه المحبوب، متمثلاً أمامهم ظافرًا قاهرًا، مُرددًا هذه اللفظة الحلوة: “سلاَم”، التي دوى صوتها قي آذان تلاميذه. فما أحلى وأبهى عمل الرب! وما أعجب ما نراه بعد ذلك إذ يُريهم “يَدَيْهِ وَجَنْبَهُ”! فلم يكتفِ بإظهار شخصه فقط، بل تنازل ليُريهم علامات الصليب التي لا مثيل لها، التي أظهرت لهم بكل جلاء تأثير الصليب وآلامه، تلك العلامات العجيبة التي أعلنت إتمام الكفارة، فهو المُخلِّص المُقام الذي حمل في جسده إشارات الموت الذي اجتاز في وسطه من أجل شعبه.

هذا هو سر السلام، وهو أعظم من مجرد إدراكنا أن خطايانا غُفِرت، وأننا تبررنا من كل شيء، فتبارك اسم ربنا إذ تأكدنا من كل ذلك، وأصبح لا يوجد أمام نفوسنا إلا الرب يسوع، ولم يرتسم أمام عيون إيماننا إلا شخص المسيح المُقام، ولم نعد نسمع بعد غير رسالة السلام الحلوة الخارجة من فمه، التي لا تُعلن فقط أننا مُسامَحين ومُخلَّصين، بل تتناول أيضًا مشغوليتنا المستمرة الحية بذاك الذي عمل كل شيء، فنتمعَّن بالإيمان في تلك العلامات العجيبة الدالة على كمال عمله، ومتى وصلنا إلى هذه الحالة فحينذاك نُدرك معنى السلام في حياتنا الداخلية.

بللت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net