الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 27 أكتوبر 2021 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ركضَ لكي يراه
«طَلَبَ أَنْ يَرَى يَسُوعَ ... فَرَكَضَ مُتَقَدِّمًا وَصَعِدَ إِلَى جُمَّيْزَةٍ لِكَيْ يَرَاهُ» ( لوقا 19: 3 ، 4)
في قصة زَكَّا رئيس العشارين، نجد درسًا ثمينًا جدًا، وهو أن الإنسان المهتم بخلاص نفسه، الجاد في طلب الحق، المشتاق إلى معرفة الرب يسوع، لا بد وأن يصل إلى غايته ويفوز بأكثر مما يطلب أو يفتكر مهما كان مركزه ومهما كانت ظروفه، فالباحث بالاشتياق لا بد وأن يجد ضالته بالسرور.

هذا الدرس ثمين جدًا، بالأخص في أيامنا هذه التي كثر فيها عدم المُبالاة والجمود الروحي والديانة السطحية. كان زَكَّا غنيًا وعشارًا، وقد جمع ثروته أثناء قيامه بهذه الوظيفة الممقوتة، فكان عُرضة لأن يجرِّبه الشيطان قائلاً: إن مركزك ووظيفتك وظروفك كلها حواجز منيعة تحول دون خلاص نفسك.

قبل أن يخلِّص الرب الخاطئ، يُوجِد فيه رغبة وشوقًا إلى الخلاص، فزَكَّا كان مشتاقًا جدًا، لدرجة جعلته أن ينفك من رُبط الظروف ويتغلب عليها. فقد كان ساكنًا في أريحا المدينة الملعونة، فضلاً عن وظيفته الممقوتة، ولكنه كان جادًا في طلب الرب «وَطَلَبَ أَنْ يَرَى يَسُوعَ مَنْ هُوَ». والنفس النشيطة تتغلب على كل الصعاب، بل إننا نرى دائمًا أن الصعاب نفسها إنما تعمل على إظهار نشاط النفوس، فالنفس الخاملة تحتج: «الأَسَدُ فِي الطَّرِيقِ، الشِّبْلُ فِي الشَّوَارِعِ» ( أم 26: 13 )، بينما لا يكون هناك شيء من ذلك، أما المشتاقة فترمي بنفسها ولو في مغارة الأسود! هكذا كان الحال مع زَكَّا، فعندما طلب أن يرى يسوع، قامت في وجهه عقبتان، تثنيان عزم الألوف من أصحاب القلوب الباردة، «وَلَمْ يَقْدِرْ مِنَ الْجَمْعِ، لأَنَّهُ كَانَ قَصِيرَ الْقَامَةِ». ولكن ما أجمل أن نلاحظ زَكَّا وهو يتغلب على صعابه! «وَصَعِدَ إِلَى جُمَّيْزَةٍ». وإننا نُقرِّر كحقيقة ثابتة، أنه لا يوجد سبب في العالم يمنع إتيان النفس للمسيح في الحال، ولا توجد حُجة صحيحة ولا عذر مقبول يستطيع أن يُبرِّر أي نفس لم تأتِ كما هي إلى المخلِّص لكي تنال خلاصها العاجل.

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net