الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 7 أكتوبر 2021 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
حذار من الانحدار!
«فَرَفَعَ لُوطٌ عَيْنَيْهِ ... فَاخْتَارَ لُوطٌ لِنَفْسِهِ ... وَارْتَحَلَ لُوطٌ شَرْقًا» ( تكوين 13: 10 ، 11)
يُمكننا أن نلاحظ كيف توالى الانحدار في مسار لوط إذ: (1) رفع عينيه ورأى. (2) اختار لنفسه كل دائرة الأردن. بينما قنع أبرام بالاختيار الإلهي له. (3) اعتزل الواحد عن الآخر. (4) سكن في مدن الدائرة. (5) نقل خيامه مقابل سدوم. (6) سكن في سدوم ( تك 14: 12 ). (7) كان جالسًا في باب سدوم يحكم ويقضي بينهم ( تك 19: 1 ، 9). (8) صاهر أهل سدوم الأشرار ( تك 19: 12 ).

إن الانحدار يبدأ بخطوة لكنه يتوالى سريعًا، ولا أحد يتوقع النتائج الخطيرة التي ستحدث. فلنحذر لأن أعظم النار من مُستَصغَر الشرر. ومثل البرص، فإن الخطية تبدو في البداية صغيرة، لكن كم هي سريعة الانتشار! وكم نتيجتها كريهة ونهايتها مخيفة! هكذا كان الحال مع بطرس؛ إنكاره للسَيِّد لم يحدث فجأة، ولم يكن عملاً منفصلاً، لكنه كان نتيجة ونهاية مأساوية في سلسلة متصلة من الانحدار. بدأ أولاً بالثقة في الذات والاتكال على الجسد «وَإِنْ شَكَّ الْجَمِيعُ فَأَنَا لاَ أَشُكُّ!» ( مر 14: 29 ). ثم نقرأ أنه نام في البستان بدلاً من أن يسهر ويُصلي ( مر 14: 37 ). ثم تصرف باندفاع جسدي وضرب بالسيف فقطع أذن عبد رئيس الكهنة ( يو 18: 10 ). ثم نقرأ أنه تبع الرب من بعيد ( مت 26: 58 ). وبعد ذلك جلس عند النار بين العبيد ( لو 22: 55 ). ووسط هذا الجو الشِّرير جاء الإنكار الخطير والحلف واللعن والسقوط المرير.

وماذا استفاد لوط باعتزاله عن أبرام وسكنه في سدوم؟ لا شيء على الإطلاق. بدلاً من أن يكسب خسر كل شيء. أهل سدوم كانوا أشرارًا وخطاة لدى الرب جدًا ( تك 13: 13 )، وكان لوط مُكدَّرًا بالأحاديث الدنسة لهؤلاء الأشرار. وكان البار بسكناه في وسطهم يُعذب نفسه البارة بالنظر والسمع يومًا فيومًا بأفعالهم الأثيمة ( 2بط 2: 7 ، 8).

محب نصيف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net