الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 9 أكتوبر 2021 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
صراخ المسكين
«طُوبَى لِلَّذِي يَنْظُرُ إِلَى الْمَِسْكِينِ. فِي يَوْمِ الشَّرِّ يُنَجِّيهِ الرَّبُّ» ( مزمور 41: 1 )
كلمة “الْمَسْكِين” هنا تعني “الضعيف الذي بلا مُعين”. هكذا كان داود في مركز الضعف حين كان هاربًا من وجه أبشالوم ابنه؛ لقد عبر وادي قدرون باكيًا، وصعد بعد ذلك جبل الزيتون، ونزل الجانب الآخر عبر الأردن. وكان داود في كل هذا؛ المسكين الضعيف. وسمع “برزلاي الجلعادي” عن حاجة داود وحزنه، وأتى إليه بكل ما يحتاجه ( 2صم 17: 27 -29). ولا شك أن داود استقبل عطايا “برزلاي الجلعادي” بقلب شاكر، وأنه حينئذٍ جلس وكتب - بالروح القدس - هذا المزمور «طُوبَى لِلَّذِي يَنْظُرُ إِلَى الْمَِسْكِينِ. فِي يَوْمِ الشَّرِّ يُنَجِّيهِ الرَّبُّ». ومن خلال هذا القول تأتي إلينا القاعدة العامة وهي أنه إذا كنت تريد بركة لنفسك، فينبغي أن تنظر بعين العطف والمساعدة لكل الذين هم في حاجة.

يُعاني بعض المؤمنين من ضيقات متنوعة، ويصرخون إلى الله، ولا يحصلون على جواب. وربما كان السبب هو أنهم حين كانوا في موقف الامتلاء، وصرخ إليهم الآخرون، لم يستجيبوا لهم، ولم يسدوا أعوازهم «مَنْ يَسُدُّ أُذُنَيْهِ عَنْ صُرَاخِ الْمِسْكِينِ، فَهُوَ أَيْضًا يَصْرُخُ وَلاَ يُسْتَجَابُ» ( أم 21: 13 ). وكأن الرب يقول لهم: أنتم الآن تحصدون ما قد زرعتموه. ويقول لنا الروح القدس: إن الرب لم يُعطِ وعدًا باستجابة صلاة مَنْ لا يُظهِر المحبة والعطف على المساكين «مَنْ كَانَ لَهُ مَعِيشَةُ الْعَالَمِ، وَنَظَرَ أَخَاهُ مُحْتَاجًا، وَأَغْلَقَ أَحْشَاءَهُ عَنْهُ، فَكَيْفَ تَثْبُتُ مَحَبَّةُ اللهِ فِيهِ؟ ... إِنْ لَمْ تَلُمْنَا قُلُوبُنَا فَلَنَا ثِقَةٌ مِنْ نَحْوِ اللهِ. وَمَهْمَا سَأَلْنَا نَنَالُ مِنْهُ، لأَنَّنَا نَحْفَظُ وَصَايَاهُ، وَنَعْمَلُ الأَعْمَالَ الْمَرْضِيَّةَ أَمَامَهُ» ( 1يو 3: 17 -22). إن لم تلمنا قلوبنا، وتحققنا أننا سدَّدنا أعواز الآخرين في وقت ضيقتهم، فلنا ثقة من نحو الله أننا حين نصرخ في ضيقتنا، لا بد أن يستجيب لنا.

أيرنسيد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net