الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 24 نوفمبر 2021 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الساعة الحادية عشرة
«فَجَاءَ أَصْحَابُ السَّاعَةِ الْحَادِيَةَ عَشْرَةَ وَأَخَذُوا دِينَارًا دِينَارًا» ( متى 20: 9 )
يُخبرنا مَثَل فَعَلة الكَرْم أن رب البيت وجد فى نهاية اليوم “الساعة الحادية عشرة“، رجالاً واقفين لا يعملون شيئًا. لقد أضاعوا جهدهم وطاقتهم هباء حتى ذلك الوقت، ولولا دعوة ذلك السيد الكريم لهم، لكان يومهم كله مضى بلا قيمة ولا فائدة. ومجدًا لله فإنه ما زال يدعو - في الساعة الحادية عشرة من الحياة - كل الذين لم يعملوا شيئًا للسيد العظيم وللأبدية.

ويُمكننا في تطبيق ثانوي أن نرى في دعوة رب البيت لعمال الصباح الباكر صورة لدعوته للأطفال الصغار، لكي يسلموه العمر كله في خدمة الفادي العظيم (ع1). وفي دعوته بعد ثلاث ساعات من النهار صورة لدعوته لمن هم في سن الشباب، هؤلاء أيضًا لهم مكان في عمل الرب، وهو يرحب بهم (ع3). ودعوته بعد ست ساعات صورة لمن انتصف بهم العمر (ع5). ودعوته في الساعة التاسعة، ولم يبق سوى ثلاث ساعات على نهاية اليوم صورة لدعوته لمن تقدم بهم العمر، ربما جاوزوا الستين (ع5). وأما دعوته ولم يبق في اليوم سوى ساعة واحدة فهي صورة لمن يدعوهم الرب بعد أن شاخوا وصاروا على أبواب الأبدية. ما زلت أذكر شيخًا جاوز السبعين حضر اجتماعًا كنت في زيارته، وسنَّارة النعمة أمسكت به في تلك الليلة. وواظب على الاجتماعات طيلة وجودي في البلد، واستمر مواظبًا على اجتماعات العبادة بعد ذلك كل ليلة. والتقيته في مناسبات عدة، وكان دائمًا يُردِّد: أضعت عمري كله بعيدًا عنه، ولكنه قبلني في شيخوختي. وبعد تسعة أشهر من خلاصه، انطلق ليكون مع المسيح.

ما أروع مُخلِّصنا الذي يقبل الجميع! ليست هذه دعوة لكي يهمل صغار السن قبول المخلص في حياتهم، أو لكي يتكاسلوا في الانخراط في خدمة هذا السيد المجيد مبكرًا، بل هي مشجع لمَن صرفوا معظم العمر في خدمة الخطية والعالم والشيطان. إن الرب يقبلكم أنتم أيضًا. وعن يقين نقول: لقد دقت الآن الساعة الأخيرة لليوم ( 1يو 2: 18 )!

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net