الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 13 فبراير 2021 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لبن وعسل
«وَأُصْعِدَهُمْ ... إِلَى أَرْضٍ تَفِيضُ لَبَنًا وَعَسَلاً » ( خروج 3: 8 )
ليس من مجال للتساؤل عن مغزى اللبن، لأن الكتاب قال لنا: «كَأَطْفَالٍ مَوْلُودِينَ الآنَ، اشْتَهُوا اللَّبَنَ الْعَقْلِيَّ الْعَدِيمَ الْغِشِّ لِكَيْ تَنْمُوا بِهِ» ( 1بط 2: 2 ). فاللبن هو غذاء كامل، وهو كافٍ تمامًا للأطفال المولودين حديثًا، وبذلك هو مثال ثمين لكلمة الله. ومع أن اللبن يتكلَّم عن الحقائق البسيطة والأساسية والجوهرية للكلمة، فإنه يوجد أيضًا الطعام القوي للبالغين ( عب 5: 12 -14)، واللازم لكي ينمو المرء ويبلغ. ولكن يجب ألا نفقد رغبتنا في الأشياء البسيطة من كلمة الله، بغض النظر عن مدى تقدمنا في تعلُّم الأشياء الأكثر عمقًا.

ولكن إن كان اللبن يتكلَّم عن كلمة الله، فإن العسل لا بد أن تكون له أهمية، وله اتصال وثيق مع الكلمة. فالعسل ليس طعامًا متكاملاً مثل اللبن، ومع ذلك له قيمة خاصة ملحوظة، ومزاياه الصحية لا تُنكَر، لذا دعنا نُفكِر كيف يُنتَج.

ينتشر النحل الشغال في كل اتجاه من خلية النحل، ليهبط على الزهور من مختلف أنواعها، ليمتص الرحيق من الأجزاء الغضة منها، ثم يطير عائدًا إلى الخلية، ليهضم الرحيق، وهكذا يتم إنتاج العسل، ليُختَزن في قرص الشهد، ليكون طعامًا لكل الخلية عندما تحين الحاجة إليه. ويا للنشاط المُنتِج والنافع لكل الخلية! ويا لها من صورة جميلة لكنيسة الله! فلا مجال للأنانية هنا، ولا تفضيل لواحد على الآخر، ولكن الكل يسهمون في خير الجميع، وكل نحلة مُستعدَّة لأن تُضحي بنفسها من أجل الخلية. فيا له من درس لقلوبنا نحن!

ولذلك فمهما كانت حقيقة العسل، فهو ليس مثالاً لكلمة الله ذاتها، ولكن لخدمة الكلمة، التي بواسطتها تُعطىَ للمؤمن القدرة أن يبني الآخرين في معرفة الله. ولكن يجب أن يهضم هو الحق أولاً، قبل أن يكون قادرًا على تفصيله باستقامة، لكيما يُوّصله للآخرين. ومن هذا تكون بالحقيقة حلاوة العسل وقيمته.

ل. م. جرانت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net