الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 15 فبراير 2021 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
رِباط الكمال
«الْبَسُوا الْمَحَبَّةَ الَّتِي هِيَ رِبَاطُ الْكَمَالِ» ( كولوسي 3: 14 )
قد تُعجَب الناس بصورتك ومظهرك، وقد تُجذَب بلسانك وفصاحتك، وتُبهَر بإنجازاتك ومواقفك، وتُنذَر بتوجيهاتك ونصائحك، لكن الأمر الذي يحفر فيهم أثرًا جميلاً ويدوم طويلاً هو محبة قلبك لهم؛ محبتك الخالصة عديمة الرياء. المحبة الحقيقية النقية هي زينة الخصال الحميدة وتاجها، وهي أم المشاعر الجميلة، ونبع المحاسن وأساس الفضائل، وهي أغلى من المال والجمال، وأولى من المناصب والمواهب. المحبة أشهى الثمار في حلاوتها وفي منفعتها. وهي أفضل استثمار في حياة البشر. المحبة تُشرق فتشفي، تتدفق فتُشبع، وتروي الحبيب والمحبوب. المحبة تُهوِّن المصائب وتصنع العجائب، وهي أثمن ما يمكن أن يُقدِّمه إنسان لأي كائن كان. لنقرأ “نشيد المحبة” لنكتشف روعتها وتأثيرها (١كورنثوس ١٣).

المحبة للجميع من أقوى دلائل الايمان المسيحي المُؤثر والمُغيِّر، وهي قلب الشركة، وجوهر العبادة، وقوة الشهادة المسيحية. المحبة الأخوية تشهد للعالم كله بصورة حية وعملية عن إحدى بركات عمل المسيح على الصليب، كيف أنه جمع أبناء الله المتفرقين إلى واحد، وربطهم معًا بالحب النقي، وصاروا جسدًا واحدًا. ويا له من امتياز، وشعور لا تصفه الكلمات، أنه في أوقات الضيقات والأزمات، يُحيط بك أحباء مُخلصون، لهم أحشاء سَيِّدهم، ومشاعرهم الرقيقة ومحبتهم المخلصة العديمة الرياء وعواطفهم الصادقة تكون بلسمًا طيبًا يشفي جروحك وينعش روحك «الصِّدِّيقُونَ يَكْتَنِفُونَنِي، لأَنَّكَ تُحْسِنُ إِلَيَّ» (مز١٤٢: ٧). المحبة الأخوية لها الأولوية والأهمية طول رحلة البرية، وهي أثمن وصية من أعز شخص على قلوبنا – تبارك اسمه – لأحبائه، كما أنها مؤشر دقيق لمنسوب التقوى الحقيقية والشركة مع الرب. المحبة الأخوية هي المناخ الذي فيه نخدم بَعضنَا بعضًا.

أيمن يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net