الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 18 فبراير 2021 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أول الخطاة
«أَنَا الَّذِي كُنْتُ قَبْلاً مُجَدِّفًا وَمُضْطَهِدً ا وَمُفْتَرِيًا. وَلَكِنَّنِي رُحِمْتُ» ( 1تيموثاوس 1: 13 )
إن تغيير بولس يُعتبر عيِّنة للتغيير المسيحي الحقيقي، فهو لم يخلص عن طريق معرفته بمسيح مصلوب فقط، بل أيضًا بمسيح مُمجَّد، مثلما يخلص أي خاطئ اليوم ( 1تي 1: 12 -14). إن اختبار شاول الطرسوسي يمثل الخلاص الطبيعي لأي خاطئ في تدبير نعمة الله. فهو أول إنسان يخلص بدعوة من السماء، دعوة آتية من الرب المرتفع الممجد، وهو يصوّر بذلك كيف يخلص الخطاة، لأن يسوع الناصري المرفوض سابقًا هو الآن في السماء، وقد رفّعه الله بيمينه رئيسًا ومخلصًا ليُعطي للخطاة التوبة وغفران الخطايا.

ما أعجب هذه القصة! شاول يتحول إلى بولس! وقد سُميَ شاول - بلا شك - على اسم أول ملك لإسرائيل، ذاك الذي كان من كتفه فما فوق أطول من كل الشعب، وهكذا كان الذي حمل اسمه، فشاول كان متفوقًا أدبيًا وثقافيًا ودينيًا على الآخرين في أيامه. وقد وصف بولس تفوقه الأدبي وحماسه الناري اللذين سبقا تغييره في فيلبي3: 4-6. فهو كان رجلاً عظيمًا (في عيني نفسه، كما في أعين معاصريه)، متكبرًا، غيورًا، وعنيدًا. لكن عندما انفتحت عيناه ليرى نفسه كما يراه الله، تغيَّر اسمه إلى بولس، والذي معناه “صغير”. والآن يعلن بصدق كونه صغيرًا لأنه قال: «أَنَا الَّذِي لَسْتُ أَهْلاً لأَنْ أُدْعَى رَسُولاً»، «أَنَا أَصْغَرَ جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ»، «الْخُطَاةَ الَّذِينَ أَوَّلُهُمْ أَنَا» ( 1كو 15: 9 ؛ أف3: 8؛ 1تي1: 15). فبعد رؤيته للرب يسوع في مجده ونعمته، انكمش هو نفسه إلى لا شيء، وهذا ما يحدث مع كل نفس تُولد ثانية ولادة حقيقية.

وظلت النعمة بعد ذلك افتخار بولس ومجده، فقد تكرَّرت كلمة النعمة حوالي 125 مرة في العهد الجديد، استخدمها بولس وحده أكثر من 100 مرة! فما أروع افتخار بولس بنعمة الله.

أوجست فان راين
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net