الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 23 فبراير 2021 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
إله كل تعزية
« كَمَا تَكْثُرُ آلاَمُ الْمَسِيحِ فِينَا، كَذَلِكَ بِالْمَسِيحِ تَكْثُرُ تَعْزِيَتُنَا أَيْضًا» ( 2كورنثوس 1: 5 )
تناسب رائع ... وصفقة مُربحة ... أبشر أيها المتألم، أنت لست خاسرًا بل رابحًا. تسألني كيف؟! أعِد قراءة الآية التي في مطلع موضوعنا، التي تصوِّر لنا ميزان العناية الإلهية وهو يضيف - مع كل وزنة ألم - وزنة تعزية إلهية. وعندما تكون كفة الألم خالية تقريبًا، فإن كفة التعزيات تكاد تخلو تمامًا. أَ ليس هذا هو اختبارك واختباري.

عندما يرخي الليل سدوله وتقوم العاصفة الهوجاء، يكون القبطان أقرب ما يكون إلى بحارته المنزعجين. وعندما نُطرح أرضًا بظروف طاحنة، فلتتحول عيوننا في الحال إلى السَيِّد الذي منه يأتي عوننا، بل أيضًا فرحنا وسلامنا وتعزيتنا. إننا في كل ظروف حياتنا لسنا بمتروكين. لكن ما أجمل لمسات السيد الحانية في وقت المرائر والأحزان، وما أروع ثغره البسام عندما تُداهمنا السقام! إن فأس الألم تحفر في أرضنا عميقًا لتمتلئ حُفرنا بفيض السلام والتعزيات الإلهية.

عندما يمتلئ البيدر لا يحتاج الإنسان إلى الله، وعندما ينتفخ الجيب يستطيع أيضًا أن يعيش بدون الله، وعندما تكون كل الأمور في نصابها يشعر الإنسان بالاكتفاء والاستغناء. هذه هي حال الإنسان الطبيعي، فماذا عن المؤمن؟ من المؤسف أنه قد ينام المؤمن على وسادة الأمان والطمأنينة، ويستريح على فراش الشهرة والجاه، ويلتحف بالأموال والغنى الجزيل، ويشعر بالاكتفاء والاستغناء، ويقول: «إِنِّي أَنَا غَنِيٌّ وَقَدِ اسْتَغْنَيْتُ»، وإن لم ينتبه للقول: «اسْتَيْقِظْ أَيُّهَا النَّائِمُ وَقُمْ مِنَ الأَمْوَاتِ فَيُضِيءَ لَكَ الْمَسِيحُ» ( أف 5: 14 )، فإن الرب في نعمته ومعاملاته الإلهية يسحب من تحته الوسادة، وينتزع من فوقه الغطاء، ولكنه يمنحه بدلاً منهما وسادة التعزيات وغطاء الأفراح، وقرب وارتواء هنا على الأرض، وثقل مجدٍ أبدي هناك في السماء.

سبرجن
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net