الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 26 فبراير 2021 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يغسل أرجُل التلاميذ!
«قَامَ عَنِ الْعَشَاءِ، وَخَلَعَ ثِيَابَهُ، وَأَخَذَ مِنْشَفَةً وَاتَّزَرَ بِهَا،ثُمَّ صَبَّ مَاءً فِي مِغْسَلٍ، وَابْتَدَأَ يَغْسِلُ أَرْجُلَ التّلاَمِيذِ وَيَمْسَحُهَا بِالْمِنْشَفَةِ» ( يوحنا 13: 4 ، 5)
ما أعجب الساعات الأخيرة للرب يسوع قبل الصليب! الكل مُرتب بحكمة إلهية. فهو يعلم أن ساعته قد جاءت. ولا يقول البشير يوحنا إن ساعته قد جاءت ليموت، بل ليمضي من هذا العالم إلى الآب (ع1). لقد كان يعلم تمامًا بكل ما يأتي عليه، وبكل تأكيد ضغطت هذه الأمور بعمق على قلبه. فلقد كانت كل التفاصيل ماثلة أمامه: حقد الشيطان، وخيانة يهوذا، وإنكار بطرس، وتخلي باقي التلاميذ عنه، والعذابات الشديدة من اليهود والرومان، وأنه سيُقاسي ميتة الصلب اللعين. والأفظع من الكل سيُقاسي غضب ودينونة الله من أجل خطايانا. ولكنه على الرغم من ذلك كله، فقد كان مُدركًا للحقيقة السامية أن الآب دفع كل شيء ليده، وأنه أتى من عند الله، وها هو الآن يرجع إلى الله (ع3).

فما الذي حدث؟ بهدوء قام ربنا المعبود عن العشاء: فحلاوة الشركة كان ينبغي أن يتبعها خدمة متضعة لتلاميذه. ثم خلع ثيابه: وهنا نتذكر ضمنًا أنه وضع جانبًا ثياب مجده الإلهي وكرامته لكي يخدم كإنسان متضع. ثم أخذ منشفةً وتمنطق بها، حيث أن غرضه هو بركة وراحة تلاميذه. والماء الذي استخدمه، إنما يُشير إلى كلمة الله الكافية لحاجتهم الحاضرة، وليس لغسلهم كُلية، ولا لغمرهم، ولكن فقط لغسل أرجلهم، لتخليصهم من التلوث الذي لحق بهم في سيرهم.

يا لها من نعمة عجيبة! ففي مثل ذلك الوقت لم تشغله أفكار الإشفاق على نفسه، بل كان بالحري مُشفقًا ومهتمًا بتلاميذه. كان فكره أن يُريحهم من التلوث الذي يُصيبهم أثناء عبورهم في عالم يكره ويرفض ربهم.

وكم نحس نحن أيضًا اليوم بحاجتنا إلى الرب وهو يخدمنا بالكلمة، ليردنا ويحفظنا!

ل. م. جرانت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net