الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 25 فبراير 2021 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
حنة أم صموئيل
«إِنِّي امْرَأَةٌ حَزِينَةُ الرُّوحِ ... أَسْكُبُ نَفْسِي أَمَامَ الرَّبِّ» ( 1صموئيل 1: 15 )
إن الظروف التي شكَّلت الإطار الخارجي لحياة “حَنَّة أم صَمُوئِيل”، كانت - في بدايتها – كئيبة ومُحزِنة. ولكن كانت مُشرقة بالإيمان والرجاء في النهاية. فبالرغم من أنها كانت بلا أولاد، إلا أنها لم تكن بلا صلاة. وبالرغم من أنها كانت عاقرًا، إلا أنها كانت مؤمنة. وكان ألمها يجد تنفسًا له في الصلاة. لقد أخذت أحزانها معها إلى الله، وصلّت، لكي ينزع عنها مصدر ألمها وشقائها. وفي محضر الرب سكبت كل أحزانها. وسُمِعَت صلاة قلبها الصامتة غير المنطوقة، وذهبت إلى بيتها راضية، ولم تعد بعد بائسة وحزينة وفارغة، بل فرحة ومُشرقة ومُرنمة. لقد بدأت قصتها بالدموع، وانتهت بالترنم. بدأتها بالرأس الخفيض، وانتهت بالرأس المرتفع. بدأتها بالألم والمذلة والحرمان، وانتهت بالرفعة والشبع. بدأتها مع الإنسان، وانتهت مع الله.

أيها الأحباء: إن الألم ضروري لنا جميعًا، لأن من أعمق الألم يخرج أقوى يقين في وجود الله وفي محبته. فالدموع غالبًا ما تكون التلسكوب الذي نرى من خلاله ما في السماء. وقد اختبرنا أن أحسن أوقاتنا الروحية التي شعرنا فيها بقرب الرب منا، هي الأوقات التي استطعنا أن نقول فيها: «أَبْتَهِجُ وَأَفْرَحُ بِرَحْمَتِكَ، لأَنَّكَ نَظَرْتَ إِلَى مَذَلَّتِي، وَعَرَفْتَ فِي الشَّدَائِدِ نَفْسِي» ( مز 31: 7 ). وحقًا قال أحدهم: إنني على يقين بأنني ما نَمَوت في النعمة في أي مكان مثلما فعلت على سرير الألم. إن الذي لا يعرف المصاعب، لا يعرف القوة. والذي لا يواجه مصيبة، سوف لا يحتاج إلى شجاعة. وإنها لمسألة غامضة، أن أفضل صفات وخصائص الطبيعة البشرية التي نحبها، تنمو في تربة مخلوطة بالآلام. ومن المؤكد أن المؤمن يخرج من كل تجربة مؤلمة بأملاكٍ روحية جزيلة ( تك 15: 13 ، 14).

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net