الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 3 مارس 2021 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
استقبال النعمة
«رَآهُ أَبُوهُ، فَتَحَنَّنَ وَرَكَضَ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ» ( لوقا 15: 20 )
هناك خمسة أمور (رقم النعمة) تُنسب للأب المحب في لوقا15:

أولاً: «إِذْ كَانَ لَمْ يَزَلْ بَعِيدًا رَآهُ أَبُوهُ»: إنه لم يكن فقط ينتظر ابنه الضال، بل كان ينتظره بلهفة. إذ كانت عيونه المُحِّبة في غاية الشوق!

ثانيًا: «تَحَنَّنَ»: لا شك أن مظهر هذا الضال كان في غاية التعاسة، إذ أكل معيشته مع الزواني (ع30)، وعانى من تأثير الجوع الشديد (ع14)، وخرج إلى الحقل ليرعى الخنازير (ع15)، ولا بد أنه أصبح مجرد كيان تافه! ومع ذلك فإن أباه «تَحَنَّنَ» عليه. وكيف كنا أنت وأنا قبل أن يقبلنا الآب؟ الفكر مُظلم، القلب شرير للغاية، الإرادة عاصية، ولكن «اَللهُ الَّذِي هُوَ غَنِيٌّ فِي الرَّحْمَةِ، مِنْ أَجْلِ مَحَبَّتِهِ الْكَثِيرَةِ الَّتِي أَحَبَّنَا بِهَا، وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ بِالْخَطَايَا أَحْيَانَا مَعَ الْمَسِيحِ» ( أف 2: 4 ، 5)!

ثالثًا: «رَكَضَ» ليقابله: لا نقرأ أن الضال ركض عندما قرر الرجوع لأبيه، فكل ما قيل عنه: «فَقَامَ وَجَاءَ إِلَى أَبِيهِ»، ولكنه قيل عن الأب إنه «رَكَضَ»! هذه هي الآية الوحيدة في كل الكتاب التي تُظهر الله وهو في عَجَلة! في تجديد الخليقة نرى الله يعمل كل شيء بترتيب، أو يمكننا أن نقول بتمهل، في كل شيء آخر عدا هذا الأمر، يُظهر الله وهو يعمل بهدوء وتأني، كما يتناسب مع مَن له الأبدية كلها تحت إمرته. ولكن هنا نجد ما يمكن أن نطلق عليه “نفاد صبر المحبة الإلهية”!

رابعًا: «وَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ»: لقد عانقه وأحاطه بأذرع المحبة المُرحِّبة!

خامسًا: «قَبَّلَهُ»: نُشير مرة أخرى أنه لم يُذكر أن الابن قبَّل أباه. فالأب هو الذي يأخذ المبادرة في كل مرحلة! لقد «قَبَّلَهُ» وليس صدَّه. «قَبَّلَهُ» وليس طرده. «قَبَّلَهُ» ولم يوبخه على تيهانه. يا لها من نعمة رائعة! إن كل هذا يكشف قلب الآب! فالقُبلة تكلمنا عن المحبة، وعن المُصالحة، وعن العلاقة الحميمة.

آرثر بنك
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net