الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 11 إبريل 2021 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
البستان
«خَرَجَ ... إِلَى عَبْرِ وَادِي قَدْرُونَ، حَيْثُ كَانَ بُسْتَانٌ» ( يوحنا 18: 1 )
إنها ليست مصادفة أن تبدأ قصة آلام ربنا المعبود من بستان. فإن قصة الإنسان كلها تبدأ أيضًا من بستان، أو جنة. ففي جنة عدن وَضَع الله آدم وحواء. وفي تلك الجنة دخلت الخطية إلى العالم. وفي الجنة ذاتها أتى الإعلان عن المُخلِّص؛ نسل المرأة الذي يسحق رأس الحيَّة. وها قد جاء هذا المُخلِّص المُعلَن عنه في الجنة. وها هو يبدأ رحلة آلامه الفدائية من بستان. كما أنه بجوار بستان صُلِبَ، وفي بستان كان قبره الذي منه أُقيمَ ناقضًا أوجاع الموت، كاسرًا لشوكته، ساحقًا رأس الحية، مُبطِلاً الخطية وكل نتائجها البغيضة!

وإنها ليست مجرَّد مصادفة أن يبدأ الكتاب المقدس بالحديث عن الجنة في تكوين 2، 3. كما يُختَم الكتاب المقدس بالحديث عن فردوس الله في رؤ 21، 22. في تكوين 3 دخلت اللعنة عندما سقط آدم في الجنة، وفي رؤيا 22 نقرأ عن رفع اللعنة، حيث يقول الوحي: «وَلاَ تَكُونُ لَعْنَةٌ مَا فِي مَا بَعْدُ» ( رؤ 22: 3 ). لكن بين البستان المفقود في سفر التكوين، والبستان المردود في الرؤيا، يَرِد ذِكر آلام المسيح الكفارية من بستان جثسيماني في البداية، إلى بستان قبر يوسف الرامي في النهاية. لكأن آلام المسيح ابتدأت وانتهت في بستان.

في الجنة عصى آدم وتمرَّد على الله. وفي البستان خضع المسيح لأبيه قائلاً: «لِيَكُنْ لاَ مَا أُرِيدُ أَنَا، بَلْ مَا تُرِيدُ أَنْتَ» ( مر 14: 36 ). في الجنة أخذ آدم الثمرة المُشتهاة من يد حواء، وفي البستان أخذ المسيح الكأس من يد الآب! في الجنة أطاع آدم حواء وانهزم، وفي البستان أطاع المسيح الآب وانتصر! في الجنة، بعد الهزيمة في التجربة، اختبأ آدم من إلهه لتبدأ قصة مأساة البشرية الرهيبة. وفي البستان، بعد النصرة في الصلاة لله، أظهر المسيح نفسه لأعدائه ليبدأ مسيرة الآلام المُذيبة.

دعنا نتذكَّر - أخي العزيز - أنه لأجلنا نحن كان كل هذا.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net