الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 12 إبريل 2021 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
رجال الساعة
«أَخْطَأْنَا وَأَثِمْنَا وَعَمِلْنَا الشَّرَّ ، وَتَمَرَّدْنَا وَحِدْنَا عَنْ وَصَايَاكَ» ( دانيال 9: 5 )
في وسط حالة الفشل العام التي تسود المسيحية اليوم، من السهل على المرء فينا أن يكتشف الأخطاء وأوجه القصور والعيوب في الآخرين. ومن اليسير أن نتحدث عنها، بل وعن أشخاص بعينهم، وأخطائهم، وننتقدهم حسب وجهة نظرنا. هذا كله سهل، بل ومُلِذ للجسد؛ الطبيعة الرديئة التي فينا، التي تلتمس لنفسها الأعذار، وتنتقد بقسوة كل مَن حولها، حيث نرى بكل سهولة عيوب الآخرين، ونغض البصر تمامًا عن عيوبنا نحن التي ربما كانت في الحقيقة أكبر وأخطر. وهذا النوع من الرياء حذَّر منه ربنا يسوع نفسه، اليهود المتدينين الذين ينظرون “القذى” الذى في عيون إخوتهم، ولا يُبصرون “الخشبة” التي في عيونهم! ويا له من أسلوب “كاريكاتيري” بديع يُوَّضح مأساة المفارقة!

ولكننا اليوم أشد احتياجًا ليس إلى “منتقدين” بل إلى “مُتشفعين”. ليس إلى مَن لا يرون في شعب الله سوى نقائصهم وعيوبهم، بل إلى مَن يرونهم بعين الله المليئة بالنعمة والحب. نحن في مسيس الحاجة إلى روح إرميا (إر14)، ودانيال (دا9)، وعزرا (عز9)، ونحميا (نح9)، الذين لم يفصلوا أنفسهم عن حال شعبهم وهو في أحط حال. ورغمًا من أنهم أنفسهم لم يكونوا فعلاً متورطين في خطايا وأخطاء أهلهم وشعبهم، إلا أنهم بروح التشفع والصلوات التشفعية، لجئوا إلى الرب، معترفين بخطايا إخوتهم وكأنها خطاياهم الشخصية، بكل تواضع وتذلل.

إن كل مَن له شركة حقيقية مع الرب، يرى ما يراه الرب في شعبه، بعين النعمة «لمْ يُبْصِرْ إِثْمًا فِي يَعْقُوبَ، وَلا رَأَى تَعَبًا (سُوءًا) فِي إِسْرَائِيل» ( عد 23: 21 )، دون أن يتجاهل العيوب والأخطاء والنقائص، ولكنه يعتبرها خاصة به هو مع إخوته، فيتذلل إلى الرب من أجلها. وإننا نتضرع إلى الله أن يُكثِر من أمثال هؤلاء الرجال الأتقياء بيننا اليوم، فنحن في مسيس الحاجة إليهم. ويا ليتنا جميعًا نكون هكذا!

إسحق إيليا
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net