يا لها من عائلة عظيمة كانت في بيت عنيا! ويُخبرنا التلميذ الذي أحبه يسوع، أن يسوع أحبّ مَرْثَا وَأُخْتَهَا وَلِعَازَرَ ( يو 11: 5 ). وعندما مرض لعازر، أرسلت أختاه إلى يسوع قائلتين: «يَا سَيِّدُ، هُوَذَا الَّذِي تُحِبُّهُ مَرِيضٌ» ( يو 11: 3 ). والرب في محبته أقام لعازر من الأموات، لذلك صنعوا له عشاء. فهل فعل الله معك شيئًا مماثلاً؟ هل أقام شخصًا في عائلتك من موته الروحي، وهو أخطر كثيرًا من الموت الجسدي؟ إن نعم، فهل ترغب في أن تصنع له عشاءً؟ تأكد إنه لن يرفض دعوتك، فهو يحب أن يسكن وسط شعبه. والبيت المسيحي الحقيقي هو مكان يتوق الرب أن يُشرفه بحضوره. ولكن ماذا كان يعمل كل فرد من هذه العائلة:
(2) لعازر جلس على المائدة معه: يا له من امتياز! آخرون كان لهم اختبار مماثل. قال داود: «تُرَتِّبُ قُدَّامِي مَائِدَةً تُجَاهَ مُضَايِقِيَّ» ( مز 23: 5 ). ليتنا جميعًا نتعلَّم ماذا يعني أن نجلس معه إلى المائدة. العروس في سفر نشيد الأنشاد كان لها هذه الرغبة فناجت محبوبها: «أَخْبِرْنِي يَا مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي، أَيْنَ تَرْعَى، أَيْنَ تُرْبِضُ عِنْدَ الظَّهِيرَةِ (أين تُطعم قطيعك)؟» ( نش 1: 7 ).
(3) وماذا عن مريم؟ آه ليتنا نتعلَّم منها الدرس الذي وعته! لقد سجدت .. لقد سكبت مريم الكل عند قدمي السيد: قلبها، ونفسها، وثروتها، ومجدها.
أكرر مرة أخرى: يا لها من عائلة! لعل ذلك كان السبب أن يسوع قبل الفصح بستة أيام أتى إلى بيت عنيا، ثم بعد ذلك صعد إلى السماء من ذات البقعة: بيت عنيا ( لو 24: 50 ، 51). ليت كل بيت من بيوتنا يكون بيت عنيا! آمِينَ.