الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 26 إبريل 2021 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
طيور السماء
«اُنْظُرُوا إِلَى طُيُورِ السَّمَاء ... أَلَسْتُمْ أَنْتُمْ بِالْحَرِيِّ أَفْضَلَ مِنْهَا؟» ( مت 6: 26 )
لا يوجد شيء يحفظنا من محبة المال إلا الثقة بالله. فإن الذي خلق أجسادنا، ومنحنا الحياة، هو خالق حَنَّانْ. ولما خلقها لم يغض نظره عن القوت والكسوة اللازمين لها. وأن كان قد أعطانا الهبة العُظمى، أي الحياة والجسد، ألا يُعطينا الصغرى أيضًا، أي الطعام واللباس؟ صحيح أنه يوجد فرق بين البشر والطيور، فعلينا أن نشتغل مُنتظرين منه أن يُبارك على أتعابنا. خلافًا للطيور التي يقوتها بدون أن تتعب لعجزها الطبيعي عن الزرع والحصاد والجمع، وعجز فراخها أيضًا حتى عن السعي وراء القوت ( أي 38: 41 ).

وليس قصد الرب من هذا الكلام أن نترك أشغالنا، وننتظر القوت مثل الطيور، لأن ذلك ينقض الترتيب الأصلي «بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزًا» ( تك 3: 19 ؛ 2تس3: 10). وفي حقيقة الأمر، أن الشغل نافع، ليس من هذه الناحية فقط، بل ومن الناحية الروحية أيضًا. لأنه يُجنبنا شرورًا كثيرة. أما الكسل فيفتحان الباب لتجارب عديدة.

«اُنْظُرُوا إِلَى طُيُورِ السَّمَاءِ ... أَلَسْتُمْ أَنْتُمْ بِالْحَرِيِّ أَفْضَلَ مِنْهَا؟»: أفضل منها لأننا بخلافها مخلوقون على صورة الله وكشبهه، بأرواح عاقلة ناطقة خالدة. وكذلك أننا نعرف خالقنا، ونثق فيه كإلهنا، مُحافظين على كل ما وضعه لإرشادنا. ونحن أفضل من الطيور أيضًا لأننا أبناء الله في الخليقة الجديدة، وثقتنا التامة فيه كأبينا تبعد عنا الاهتمامات ( في 4: 6 ، 7).

«وَمَنْ مِنْكُمْ إِذَا اهْتَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يَزِيدَ عَلَى قَامَتِهِ ذِرَاعًا وَاحِدَةً؟» (ع27): كلمة«قَامَتِهِ» تعني “عمره”، لأن قصد الرب أن يُرينا عدم نفع الاهتمام. فإنه مهما حملنا أنفسنا بالهموم من جهة الأمور المستقبلة، فإننا لا نقدر أن نغيرها أدنى تغيير. لأن الله وحده هو القادر على ذلك. فالأليق بنا أن نتكل عليه، تاركين الأمر بين يديه عالمين أنه ليس عدوًا لنا، بل يحبنا ويهمه أمورنا.

بنكرتن
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net