الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 6 مايو 2021 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يونان والنزول
«قَامَ يُونَانُ لِيَهْرُبَ ... فَنَزَلَ إِلَى يَافَا وَوَجَدَ سَفِينَةً ... نَزَلَ فِيهَا» ( يون 1: 3 ، 4)
إن طريق العصيان دائمًا هو طريق النزول والانحدار الأدبي. وعندما سار يُونَان في هذا الطريق مُقاومًا أمر الرب، فإنه انحدر ونزل إلى أسفل أربع خطوات على الأقل:

الخطوة الأولى: «نَزَلَ إِلَى يَافَا» (ع3): لا يوجد شيء خطأ في يَافَا سوى أنها تقع في الاتجاه المُضاد لمدينة نينوى التي أمر الرب يونان أن يذهب إليها. ونحن أيضًا عندما نتحرك أو نتصرف في اتجاه بعيد عن الاتجاه الذي يُعلنه الرب لنا في كلمته، فإننا ندأ أولى خطواتنا في طريق الانحدار.

الخطوة الثانية: «وَجَدَ سَفِينَةً ذَاهِبَةً إِلَى تَرْشِيشَ، فَدَفَعَ أُجْرَتَهَا وَنَزَلَ فِيهَا» (ع3): للتو يظهر وكأن كل الظروف مواتية، وموافقة للطريق الذي اختاره لنفسه، لأن السفينة التي نزل إليها يونان كانت ذاهبة إلى ترشيش، تمامًا كما قصد. ولكن لنلاحظ العبارة «دَفَعَ أُجْرَتَهَا». نعم، إن للعصيان ثمنًا باهظًا لا بد أن يُدفَع.

الخطوة الثالثة: «نَزَلَ إِلَى جَوْفِ السَّفِينَةِ» (ع5): عندما أرسل الرب ريحًا شديدة إلى البحر، وحدث نَؤْءٌعظيم، خاف الملاحون، وصرخوا كل واحد إلى إلهه، ولكن يونان كان قد اضطجع ونام نومًا ثقيلاً، حتى إن رئيس النوتية وبَّخه على نومه وعدم صراخه إلى إلهه (ع6). وكان لما ألقوا قرعة ليعرفوا سبب البلية، وقعت القرعة على يونان. وهذا جعله يعترف، ولكن لم يكن اعترافه نابعًا من قلب نقي تائب.

الخطوة الربعة: نَزَلَ إِلَى جَوْفِ الْحُوتِ (ع17): هذه هي نهاية مسار انحداره الذي انتهى به إلى مكان يصفه في صلاته بأنه «جَوْفِ الْهَاوِيَةِ» ( يون 2: 2 ). ويصف حالته بأنه مُحاط بأعشاب البحر التي التفت برأسه، وجعلته يصرخ إلى الرب، طالبًا الخلاص، فاستجاب له الرب، وخلَّصه.

أحبائي: كم هو أفضل أن نختار - بإرادتنا وبسرور - طريق الطاعة للصعود!

ل. م. جرانت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net