الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 7 مايو 2021 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أقِم معي
«أَقِمْ مَعِي. لاَ تَخَفْ ... لَكِنَّكَ عِنْدِي مَحْفُوظٌ» ( 1صموئيل 22: 23 )
كان شاول ثائرًا إذ لم يتمكن من القبض على داود، لذلك أمر بقتل خمسة وثمانين كاهنًا للرب، إذ اتهمهم ظلمًا بالتواطؤ مع داود الهارب. ولقد زاد من شره بأن أهلك كل حي في مدينة نوب، وأبياثار وحده هو الذي نجا من تلك المذبحة الرهيبة، وانضم إلى داود في مخبئه. ولو لم يكن لداود في تلك اللحظة إيمان كامل بمواعيد الله، لكان كلامه لأبياثار بأنه سيكون في أمان كامل عنده، إدعاءً كاذبًا.

فمن وجهة النظر البشرية، كانت حياته في خطر بين لحظة وأخرى، وكان هو نفسه يُقارن نفسه بالحجل المُطارد. بل إن داود نفسه عندما كان إيمانه ينخفض، كان يُبالغ في تقدير الخطر المُحيط به، ويُفكر أنه لا مفر من الهروب إلى أردأ أعداء شعبه! ولكن في هذه المناسبة كان لداود إيمان بالرب بأنه سوف يُعطيه العرش، وضمان ذلك كان أن صموئيل النبي قد مسحه مِن قِبَل الرب ليحل محل شاول. وهكذا، فإن أبياثار بتعلُّقهُ بداود، قد اختار السبيل الصالح؛ سبيل الرب، ومنذ ذلك الوقت لم يكن يخشى شيئًا مِن قِبَل شاول.

إن داود هنا هو رمز للرب يسوع المسيح المرفوض من العالم، ولكن الله دفع إليه كل سلطان في السماء وعلى الأرض. إن العالم والشيطان رئيسه، هما عدوان قويان لجميع الذين يُريدون أن يتبعوا الرب. وتُرى مَن الذي نستطيع أن نعتمد عليه لحفظنا وحمايتنا؟ إنه الرب طبعًا الذي وعدنا بعد قيامته أن يكون معنا كل الأيام إلى انقضاء الدهر. فقط علينا أن لا نبتعد عنه، وأن لا ننجذب نحو مغريات العالم، وأن نطلب رضاه طوال أيامنا.

ولنذكر كيف أنه أتحد نفسه بمفدييه عندما كان شاول الطرسوسي يُطاردهم: «أَنَا يَسُوعُ الَّذِي أَنْتَ تَضْطَهِدُهُ» ( أع 9: 6 )، وبذلك كان يُظهِر اهتمامه بهم. وما أحوجنا أن نتبع نصائح برنابا للمؤمنين الأوَل «أَنْ يَثْبُتُوا فِي الرَّبِّ بِعَزْمِ الْقَلْبِ» ( أع 11: 23 ).

بنيامين أوديو
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net