الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 13 يونيو 2021 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ذهبا كلاهما معًا
«وَأَخَذَ بِيَدِهِ النَّارَ وَالسِّكِّينَ. فَذَهَبَا كِلاَهُمَا مَعًا» ( تكوين 22: 6 )
تقدَّم إبراهيم مع ابنه الوحيد ليصعدَا وحدهما إلى جبل المُريَّا (ع5). وفي مشهد الكفَّارة الرهيب، وسط ساعات الظلام، لم يكن هناك سوى الله الديان العادل، والابن الذي أخذ مركز الخطاة وقَبِلَ أن يحمل الدينونة عنهم، ويموت تحت غضب الله لأجلهم. نعم لقد «ذَهَبَا كِلاَهُمَا مَعًا». وهذه العبارة وردت مرتين عن إبراهيم وإسحاق ( تك 22: 6 ، 8). وفيها نرى الرفقة والشركة العجيبة بين الآب والابن. فهو رفيق رب الجنود من الأزل، ورفيقه في الزمان عندما جاء إلى العالم متجسدًا، إذ قال: «الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي، وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي»، وأيضًا «أَنَا لَسْتُ وَحْدِي لأَنَّ الآبَ مَعِي» ( يو 8: 29 ؛ 16: 32)، وأيضًا رفيقه في طريق الجلجثة الرهيب، ففي هذا العمل نرى التضحية المزدوجة: الآب ضحى بابنه وبذله لأجلنا أجمعين، والابن ضحى بنفسه ومات فوق صليب العار وحمل الدينونة.

لكن ما أعجب ما نراه في الجلجثة وسط ساعات الظلام، حيث صرخ من هول الغضب: «إِلَهِي، إِلَهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟» ( مز 22: 1 )، وسُمع الصوت: «اِسْتَيْقِظْ يَا سَيْفُ عَلَى رَاعِيَّ، وَعَلَى رَجُلِ رِفْقَتِي، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ. اضْرِبِ الرَّاعِيَ» ( زك 13: 7 ).

إسحاق - في كل خضوع - رُبط على المذبح فوق الحطب، ولم يقاوم أو يعترض، كذلك المسيح كان «كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ، وَكَنَعْجَةٍ صَامِتَةٍ أَمَامَ جَازِّيهَا فَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ» ( إش 53: 7 ).

ومن المهم أن نلاحظ أنه في كل ذبائح العهد القديم، كانت الذبيحة تُذبَح أولاً، ثم توضع بعد ذلك على المذبح لتُحرَق، لكننا نقرأ عن إبراهيم أنه «أَخَذَ بِيَدِهِ النَّارَ وَالسِّكِّينَ» ( تك 22: 6 ). وهذا يُلائم المرموز إليه. فإن المسيح واجه نيران الدينونة أولاً وهو حي، ثم أسلَم الروح ومات.

محب نصيف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net