الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 21 يونيو 2021 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
التعب والأُجرة
«كُلَّ وَاحِدٍ سَيَأْخُذُ أُجْرَتَهُ بِحَسَبِ تَعَبِهِ» ( 1كورنثوس 3: 8 )
إن الرب العادل سيذكر كل ما عُمل باسمه. كل ما عُمل سرًا وفي الخفاء، وكل صلاة سرية، وكل دموع في المخدع. كل أعمال الرحمة المُستترة والخدمات الخفية جميعها ستظهر في النور. لن يغفل عن واحدة منها، ولن يغض الطرف عن شيء. ومَنْ منا يستطيع أن يُخبر عن ماهية الأجرة حينئذٍ؟ قد نفكر فيها ونتصورها، ولكن عندما تُستعلن وتُعرف، سنجد أنها تفوق كثيرًا ما تصورنا. هذه الحقيقة، وهي أن كل واحد سينال أجرته بحسب تعبه، لها أهمية عظيمة من الناحية العملية، ومن شأنها أن تجعلنا غيورين. إنها تجدد قوتنا يومًا بعد يوم، وتُولِّد فينا نشاطًا إلهيًا للتعب، ولأن ننْفِق ونُنفَق ونضحي ونُنكِر أنفسنا.

كم يحفزنا ذلك أن نتذكر كل يوم أن تعب محبتنا الذي نبذله باسم ربنا المبارك إنما مُسجَّل في السماء. بل كم يدفعنا هذا إلى التواضع والقناعة بخدمته، غير طالبين الكرامة من الإنسان ولا المدح من الناس. وما أكثر الخدمات التي تؤدَّى في هذه الأيام لتكون منظورة من الناس وتهدف إلى مديح البشر! وخدمات كهذه تُرضي النفس والذات، لكنها لا ترضي الله. هذه الخدمات قد نالت أجرتها واستوفت المكافأة، ولا يمكن أن يكون لها أجرة في المستقبل. لكن ما أبرك أن نخدم في غير ضوضاء، بهدوء وأمانة في قناعة بأن نكون لا شيء في وسط العالم الذي يزعَم أنه متدين.

إن “طلب الأمور العظيمة” فخ للكثيرين في هذه الأيام، ومعه يأتي تعظيم الذات وتفخيمها. ومرة أخرى نقول كلمات الرب: «إِنَّهُمْ قَدِ اسْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ!» ( مت 6: 2 ). وكلمة الله تقول: «وَأَنْتَ فَهَلْ تَطْلُبُ لِنَفْسِكَ أُمُورًا عَظِيمَةً؟ لاَ تَطْلُبُ!» ( إر 45: 5 ). إنها سعادة وفرح أن نخفي أنفسنا في خدمة الرب، وأن نخدم ونصلي في الخفاء، ونكنز على الدوام تعبنا إلى ذلك اليوم الوشيك القادم، عندما ننال أجرتنا من يد الرب، ونسمع المدح من فمه المبارك.

أزوالد ج. سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net