الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 22 أغسطس 2021 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يسوع الناصري
«مَنْ تَطْلُبُونَ؟ أَجَابُوهُ: يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ. قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: أَنَا هُوَ» ( يوحنا 18: 4 ، 5)
مَن هو “يَسُوعُ النَّاصِرِيَّ”؟ نحن نقرأ أنه في أيام تالية، يوم كان الطرسوسي يضطهد المؤمنين بالرب يسوع، اعترض سبيله “يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ” ( أع 22: 8 ). ويُخبرنا الرسول بولس عن هذا الموقف فيقول: «فَلَمَّا سَقَطْنَا جَمِيعُنَا (هو وعصابته) عَلَى الأَرْضِ، سَمِعْتُ صَوْتًا يُكَلِّمُنِي بِاللُّغَةِ الْعِبْرَانِيَّةِ: شَاوُلُ، شَاوُلُ! لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي؟ ... فَقُلْتُ أَنَا: مَنْ أَنْتَ يَا سَيِّدُ؟ فَقَالَ: أَنَا يَسُوعُ الَّذِي أَنْتَ تَضْطَهِدُهُ. وَلَكِنْ قُمْ وَقِفْ عَلَى رِجْلَيْكَ» ( أع 26: 14 -16). على أن الموقف يختلف في أصحاحنا، فلما أظهر الرب نفسه للقادمين عليه «رَجَعُوا إِلَى الْوَرَاءِ وَسَقَطُوا عَلَى الأَرْضِ» ( يو 18: 6 ). وهنا تأخذنا القرينة إلى مزمور نبوي يقول فيه الرب بلسان داود: «عِنْدَمَا اقْتَرَبَ إِلَيَّ الأَشْرَارُ لِيَأْكُلُوا لَحْمِي، مُضَايِقِيَّ وَأَعْدَائِي عَثَرُوا وَسَقَطُوا» ( مز 27: 2 ). ونلاحظ أن الرب لم يقل لهم ما قاله للطرسوسي: «قُمْ وَقِفْ عَلَى رِجْلَيْكَ»، تركهم مأخوذين بجلال “يَسُوع النَّاصِرِيَّ”، حتى أعاد عليهم السؤال: «مَنْ تَطْلُبُونَ؟ فَقَالُوا: يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ» (ع7).

وهنا يأتي دور راعي الخراف الذي الخراف له ( يو 10: 12 )، فيواجه القوم بقوله الكريم الحاني: «إِنِّي أَنَا هُوَ. فَإِنْ كُنْتُمْ تَطْلُبُونَنِي فَدَعُوا هَؤُلاَءِ يَذْهَبُونَ». ويضيف البشير تعليقه الحكيم الفطن: «لِيَتِمَّ الْقَوْلُ الَّذِي قَالَهُ: إِنَّ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي لَمْ أُهْلِكْ مِنْهُمْ أَحَدًا» (ع8، 9). ففي آن واحد يُعلن تباين مجد لاهوته ضد طالبيه للقبض عليه، كما يُعلن حرصه على سلامة ظفر من واحد من تلاميذه. وهكذا حدث عندما كان الشعب يعبر الأردن وصولاً إلى كنعان «وَقَفَ الْكَهَنَةُ حَامِلُو تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ عَلَى الْيَابِسَةِ فِي وَسَطِ الأُرْدُنِّ رَاسِخِينَ، وَجَمِيعُ إِسْرَائِيلَ عَابِرُونَ عَلَى الْيَابِسَةِ حَتَّى انْتَهَى جَمِيعُ الشَّعْبِ مِنْ عُبُورِ الأُرْدُنِّ» ( يش 3: 17 )، تمامًا كما سار سَيِّدنا ليضمن لتلاميذه سلامة العبور على اليابسة.

أديب يسى
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net