الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 27 أغسطس 2021 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
العناية الإلهية
«كَإِنْسَانٍ تُعَزِّيهِ أُمُّهُ هَكَذَا أُعَزِّيكُمْ أَنَا» ( إشعياء 66: 13 )
ورَد في إشعياء 40: 18 القول: «فَبِمَنْ تُشَبِّهُونَ اللَّهَ، وَأَيَّ شَبَهٍ تُعَادِلُونَ بِهِ؟». وفي نفس الأصحاح يُشبَّه بأنه: «كَرَاعٍ يَرْعَى قَطِيعَهُ» (ع11). فهل هذا تناقض؟ حاشا! فالشعب في السبي تأثر بالوثنيين الذين شبَّهوا الله بالشجر والحجر وعبدوه، وهذا ما سبق ورفضه الرب عندما قال لموسى: «قَدْ فَسَدَ شَعْبُكَ ... صَنَعُوا لَهُمْ عِجْلاً مَسْبُوكًا، وَسَجَدُوا لَهُ» ( خر 32: 7 ، 8). فالرب لا يُشبَّه بالأصنام، لكن في اتضاعه ومحبته، ولكي نفهم أعمال عنايته، يستخدم الوحي تشبيهات فنجده: (1) كَأبٍ يَتَرَأَّفُ: «كَمَا يَتَرَأَّفُ الأَبُ عَلَى الْبَنِينَ يَتَرَأَّفُ الرَّبُّ عَلَى خَائِفِيهِ» ( مز 103: 13 ). (2) كَأُمٍ تُعزّي: «كَإِنْسَانٍ تُعَزِّيهِ أُمُّهُ هَكَذَا أُعَزِّيكُمْ أَنَا» ( إش 66: 13 ). (3) كَرَاعٍ يَرعَى: «كَرَاعٍ يَرْعَى قَطِيعَهُ. بِذِرَاعِهِ يَجْمَعُ الْحُمْلاَنَ، وَفِي حِضْنِهِ يَحْمِلُهَا، وَيَقُودُ الْمُرْضِعَاتِ» ( إش 40: 11 ). (4) كَدجَاجةٍ تَجمَع: «يَا أُورُشَلِيمُ، يَا أُورُشَلِيمُ! ... كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا، وَلَمْ تُرِيدُوا!» ( مت 23: 37 ). (5) كَنسرٍ يعطف: «كَمَا يُحَرِّكُ النَّسْرُ عُشَّهُ وَعَلى فِرَاخِهِ يَرِفُّ، وَيَبْسُطُ جَنَاحَيْهِ وَيَأْخُذُهَا وَيَحْمِلُهَا عَلى مَنَاكِبِهِ، هَكَذَا الرَّبُّ وَحْدَهُ اقْتَادَهُ وَليْسَ مَعَهُ إِلهٌ أَجْنَبِيٌّ» ( تث 32: 11 ). (6) كَعريسٍ يفرح: «وكفرح العريس بالعروس يفرح بك إلهك» ( إش 62: 5 ). (7) كَمُرضعةٍ تُربي: يقول الرسول بولس للتسالونيكيين: «كُنَّا مُتَرَفِّقِينَ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا تُرَبِّي الْمُرْضِعَةُ أَوْلاَدَهَا، هَكَذَا إِذْ كُنَّا حَانِّينَ إِلَيْكُمْ» ( 1تس 2: 7 ، 8). وهذا ما تعلَّمه بولس من الرب، الذي اعتنى بشعبه القديم «وَأَرْضَعَهُ عَسَلاً مِنْ حَجَرٍ، وَزَيْتًا مِنْ صَوَّانِ الصَّخْرِ» ( تث 32: 13 )، ولكننا نحن جسده «فإِنَّهُ لَمْ يُبْغِضْ أَحَدٌ جَسَدَهُ قَطُّ، بَلْ يَقُوتُهُ وَيُرَبِّيهِ، كَمَا الرَّبُّ أَيْضًا لِلْكَنِيسَةِ. لأَنَّنَا أَعْضَاءُ جِسْمِهِ، مِنْ لَحْمِهِ وَمِنْ عِظَامِهِ» ( أف 5: 29 ، 30). فيا له من قرب! ويا لها من عناية!

صفوت تادرس
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net