الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 1 سبتمبر 2021 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
سدوم وكفرناحوم
«وَكَانَتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا مُجْتَمِعَةً عَلَى الْبَابِ. فَشَفَى كَثِيرِينَ» ( مرقس 1: 33 ، 34)
حين عرف الناس في كَفرَنَاحُوم إن المسيح صنع معجزة شفاء حماة سمعان من الحمى الشديدة التي أصابتها، فإن كل من كان لديه شخص عزيز عليه أحضره للمسيح، وأي شخص كان يشعر بتعب أو مرض احتار فيه الأطباء، جاء إلى المسيح المُريح ليحصل منه على الشفاء.

ويُمكننا عقد مقارنة بين هذه الحادثة في بيت سمعان بطرس، وحادثة في العهد القديم عند بيت لوط. الحادثتان كانتا في المساء. في سَدُوم اجتمعت كل البلدة إلى بيت لوط، وأحاطوا بضيفي السماء؛ وفي كَفرَنَاحُوم اجتمعت البلد كلها حول بيت سمعان، وأحاطوا برب السماء. في سدوم تجمعوا لفعل الشر، بينما في كَفْرَنَاحُوم أتوا لنوال الشفاء. والذين أتوا للشفاء شفوا جميعًا، والذين أتوا لفعل الشر ضُربوا جميعًا بالعمى، من الصغير إلى الكبير.

لكن إلى هنا لم تنتهِ المقابلات بعد، فالعجيب أنه في يوم الدين سيكون لأناس سدوم الأشرار الذين أحاطوا ببيت لوط لفعل الشر، حالة أكثر احتمالاً من رجال كفرناحوم حيث كان رب المجد يصنع الشفاء، وذلك لأنه في الحالة الأولى وإن كانت قد احتُقرت رسالة القضاء بواسطة ملائكة الرب ( مت 11: 23 ، 24)، ففي الحالة الأخيرة احتُقرت خدمة النعمة بواسطة رب الملائكة! يقول الرسول: «لأَنَّهُ إِنْ كَانَتِ الْكَلِمَةُ الَّتِي تَكَلَّمَ بِهَا مَلاَئِكَةٌ قَدْ صَارَتْ ثَابِتَةً، وَكُلُّ تَعَدٍّ وَمَعْصِيَةٍ نَالَ مُجَازَاةً عَادِلَةً، فَكَيْفَ نَنْجُو نَحْنُ إِنْ أَهْمَلْنَا خَلاَصًا هَذَا مِقْدَارُهُ؟ قَدِ ابْتَدَأَ الرَّبُّ بِالتَّكَلُّمِ بِهِ» ( عب 2: 2 ، 3).

وهناك مبدأ في القضاء خطير وهو أن أقصى دينونات الله لن تقع على أكثر الناس ظلمة، بل على أكثرهم نورًا، إذا احتقروا النور الذي وصلهم. فلا عجب أن تقع على أورشليم وروما، أكثر دينونات الله رعبًا!

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net