الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 2 سبتمبر 2021 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
بولس ويعقوب
«بِدُونِ كُلِّ مُشَاجَرَةٍ: الأَصْغَرَُ يُبَارَكُ مِنَ الأَكْبَرِ» ( عبرانيين 7: 7 )
نرى يعقوب كالشخص المنفصل في مصر، كما كان سنين كثيرة في كنعان، قبل خروجه منها. وكان في مصر عُرضة بأن يجعل الأرض مرة أخرى مشهدًا لمساعيه، ومرتعًا لآماله، غير أنه اتخذ مسلكًا آخر وهو أنه احتفظ بغربته. ونحن جميعًا نميل لأن يُذاع مجدنا، وقد اختبرنا في أنفسنا عمق ابتهاجنا بهذا الميل. وإذا ابتسم لنا الزمان افتخرنا أمام الآخرين بصلتنا بالعظماء والشرفاء في جيلنا. وكانت ليعقوب الفرصة في مصر بأن يُشبع مطامع قلبه من هذا القبيل، لأن ابنه كان فخر هذه الأرض ، إذ كان يوسف ثانيًا في المملكة.

وقد عُرضت فيما بعد على مَنْ هو أعظم من يعقوب، وكان مجده مجدًا شخصيًا لا مكتسبًا «إِنْ كُنْتَ تَعْمَلُ هَذِهِ الأَشْيَاءَ فَأَظْهِرْ نَفْسَكَ لِلْعَالَمِ» ( يو 7: 4 ). ولكن يعقوب سار في روح ذاك الذي غلب العالم. وفي كل السبع عشرة سنة التي مكثها في مصر، ظل غريبًا ونزيلاً. وإني أقول بحق إنه لا يأتي هذا الثمر البديع إلا في الذهن النزيه المُتعفف، ثمرة التهذيب الإلهي، وشهادة على الاشتراك في قداسة الله، القداسة التي تتفق مع الدعوة التي صيَّرت يعقوب غريبًا على الأرض ونزيلاً. ففي شكيم يُذكّرنا يعقوب بوجود لوط في سدوم، ولكن هنا يُذكّرنا بانتصار إبراهيم على عطايا ملك سدوم.

لقد خلت نفس يعقوب من التواضع الكاذب بانفصاله عن العالم، وفي وسط هذه الغربة العملية عرف مجده أمام الله، ومارس هذه العظمة. وعندما مَثَل أمام فرعون، أقرَّ بغربته على الأرض، ومع أنه الفقير المُعيى، ولكن في دخوله وخروجه، بارك فرعون، كمن هو عالم باختيار الله ونعمته ( تك 47: 7 ، 10؛ عب7: 7).

وما أشبه يعقوب في ذلك الموقف بأسير رومية عندما وقف أمام عظماء رومية؛ فبولس أفهم الملك أغريباس والوالي الروماني أنه يملك خيرًا لا يمتلكه الملك أو الوالي، متمنيًا أن الجميع يصيرون مثله ( أع 26: 29 ). هذا هو الإيمان الذي يُمجّد النعمة.

بللت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net