الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 19 سبتمبر 2021 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
حبة الحنطة
«حَبَّةُ الْحِنْطَةِ ... إِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ» ( يوحنا 12: 24 )
إن البذرة في الأرض تموت وتتحلَّل، ولكن هذا هو الأسلوب لكي ما تأتي بثمر كثير. هكذا بالنسبة للمسيح، كان موته الوشيك هو العربون للحصاد العظيم الذي سيليه، وما يتضمنه ذلك الحصاد من أفراح. ورفض فكرة موت المسيح - كما فعل التلاميذ - هو أمر لا يختلف عن رفض الفلاح أن يدفن حبة الحنطة، على اعتبار أنها مفيدة، ولا ينبغي أن نُلقيها في الأرض لتموت. إن الفلاح بالفطرة لا يفعل ذلك، وكان على التلاميذ أيضًا أن يُدركوا البركات العظيمة التي ستلي موت المسيح، والنتيجة الرائعة لذلك الموت في الجماهير الغفيرة من الأمم التي ستأتي إليه وتخلص.

والرب هنا يركز على موته. فعن طريق الموت يأتي الثمر الكثير. فلو حُفظت حبة الحنطة في علبة من الذهب مرصعة بالماس ومغلفة بالحرير، لسنين كثيرة، ستبقى وحدها. حقًا إن المسيح ليس له نظير، وهو الوحيد الذي فيه الحياة، والوحيد الذي يستحق الحياة، وكان بمقدوره أن يتمتع بالحياة إلى ما لا نهاية، ولكن في هذه الحالة كان سيظل وحده. ولكن بموت حبَّة الحنطة يأتي الثمر الكثير، وهكذا كان ينبغي أن المسيح يموت، وعن طريق موته يمكن للخلاص أن يحدث، وللحياة أن تنتج. لو قضى المسيح نظير عمره آلاف المرات يعظ ويعمل المعجزات وأعمال الرحمة، لبقي وحده، فمن المستحيل أن يُعلِّم المسيح أو يُجري المعجزات، فتكون نتيجة معجزاته أن تتكرر حياته على الأرض؛ بل إن أردنا ثمرًا من نفس نوع حبَّة الحنطة، فلا مفر من أن تموت تلك الحبَّة لتأتي بالثمر الكثير. وهكذا من خلال موت المسيح ظهر مجد النعمة. ومن يقدر أن يعرف مقدار الثمر الكثير الذي سيدخل عن قريب إلى المخزن؟ سيظهر الله «فِي الدُّهُورِ الآتِيَةِ (الأبدية التي لا نهاية لها) غِنَى نِعْمَتِهِ الْفَائِقَ، بِاللُّطْفِ عَلَيْنَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ» ( أف 2: 7 ).

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net