الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 13 يناير 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
جميل لله
«مُوسَى ... أَخْفَاهُ أَبَوَاهُ ... لأَنَّهُمَا رَأَيَا الصَّبِيَّ جَمِيلاً» ( عبرانيين 11: 23 )
كان موعد الخروج من أرض العبودية يقرب، والله يرقب الأحداث ويتذكر ما قاله لأبرام في الرؤيا: «اعْلَمْ يَقِينًا أَنَّ نَسْلَكَ سَيَكُونُ غَرِيبًا فِي أَرْضٍ لَيْسَتْ لَهُمْ، وَيُسْتَعْبَدُونَ لَهُمْ. فَيُذِلُّونَهُمْ أَرْبَعَ مِئَةِ سَنَةٍ ... وَبَعْدَ ذَلِكَ يَخْرُجُونَ بِأَمْلاَكٍ جَزِيلَةٍ ... وَفِي الْجِيلِ الرَّابِعِ يَرْجِعُونَ إِلَى هَهُنَا» ( تك 15: 13 -16). وبولادة موسى كانوا قد وصلوا إلى الجيل الرابع، وكان الأتقياء يئنون ويتوقعون الخلاص والخروج من أرض مصـر. كانوا يعيشون على الوعد، ويتعلقون بالساهر على كلمته. وقبل ولادة موسى، كان فرعون يسحق بني إسرائيل، وأمر أن يُلقوا أطفالهم في النهر. ولكن عندما وُلِدَ موسى، كانت عين الإيمان ترى فيه جمالاً لله، وأنه سيكون نافعًا للسيد، وأنه من الممكن أن يقود الشعب في رحلة الخروج من مصـر. لهذا أخفاه أبواه ولم يخشيا أمر الملك.

إن أم موسى، رغم قسوة الظروف الطاحنة، لم تفشل ولم تُحبَط من الله الذي سمح بهذه الضغطات، وبالإيمان صانت وصاغت هذا الجميل لله، فخبأته ثلاثة أشهر، ولما لم يُمكنها أن تخبئه بعد، صنعت له سفطًا ووضعت الولد فيه، ووضعته بين الحلفاء على حافة النهر (خر2). كان عندها يقين الإيمان أن الله سيحفظ هذا الجميل لمجده، حيث إن الله أقوى وأعظم من فرعون وجبروته. لم تكن تعرف بالتحديد كيف سيتدخل الله، لكن إيمانها استأمن الله. لقد استودعته بين يدي الله القدير. وكان الله أمينًا ليُكرم ويشجع هذا الإيمان بشكل يفوق الخيال. وتحت التحكم الإلهي، خرجت ابنة فرعون إلى النهر لتغتسل، وجواريها معها ماشيات على جانب النهر. ولا نشك أن الله كان يرقب السفط ليحرسه، ويحرك الأحداث حسب قصده. لقد عاد الطفل إلى أمه التي أرضعته وعلَّمته وربته، وزرعت فيه كل المبادئ الصحيحة عن الله وشعبه، ليستثمر هذا الجمال لله طوال حياته.

محب نصيف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net