الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 17 يناير 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
كل ثِقل
«لِنَطْرَحْ كُلَّ ثِقْلٍ، وَالْخَطِيَّةَ الْمُحِيطَةَ بِنَا بِسُهُولَةٍ» ( عبرانيين 12: 1 )
من اللازم أن نلتفت إلى ترتيب الكلمات في عبرانيين 12: 1 وأن نلاحظ القرينة أيضًا. فليس أول كل شيء هو أن نطرح الخطية جانبًا، بل أن نطرح أولاً كل ثِقْلٍ، ثم الخطية. فإن طرح كل ثِقْلٍ هو الذي يجعل طرح كل خطية جانبًا شيئًا ممكنًا.

ولكن ما هو الثِقْل؟ يَعْرِف معنى الثِقْل، المتبارون في حلبة السباق. تفكر في قطيع من الذئاب يجري خلفك، وأنت تُسابق الريح أمامها هربًا منها. حينذاك تعرف معنى الثِقْل. وحينذاك يسهل عليك أن تدرك أن التخلي عن أي ثِقْل هو السبيل الوحيد للنجاة من خطر يُلاحقك. والخطية هي تلك المجموعة من الذئاب الجارحة تريد أن تنهش منا العقب. وهنا تتضح القرينة بين الثِقْل وبين إحاطة الخطية بنا.

ما هو الثِقْل إذًا؟ واضح أن الثِقْل شيء يختلف عن الخطية. قد يكون شيئًا ليس هو خطية في ذاته. وهو من الجهة الأخرى ليس من الواجبات المفروضة واللازمة، لأن الواجبات ليس من حقك أن تطرحها جانبًا. بل إن الواجبات ليست معطلات بالمرة، ولا هي على الإطلاق من دواعي إحاطة الخطية بنا. والله لا يمكن أن يضع علينا ما يحنينا ويُعطلنا عن الشركة الروحية معه.

إن الثِقْل هو كل شيء لك حرية طرحه جانبًا، ولكنك بدل أن تطرحه تستبقيه باختيارك. واستبقاء هذا الشيء، دليل على أنك لست من الراكضين في السباق بمعنى الكلمة. وبرهان على أن عينك ليست مُثبَّتة على الغرض الموضوع أمامك، وعلى أنك لا تحسب ــــ مع الرسول بولس ــــ كل شيء نفاية وخسارة، من أجل فضل معرفة المسيح يسوع ( في 3: 7 -11)، وعندك، الأمورالحاضرة والأشياء التي تُرى، ترجح كفتها عن كفة الأمور التي لا تُرى والأبدية. ولا غرابة حينئذٍ، إذا ذبلت نضارة الحياة الروحية، وإذا استغرقتك متطلبات الحياة الحاضرة، وإذا استُحكِمت إحاطة الخطية بك.

ل. م. جرانت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net