الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 2 يناير 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
حتمية الصليب
«فَإِنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا تَأَلَّمَ مَرَّةً وَاحِدَةً مِنْ أَجْلِ الْخَطَايَا، الْبَارُّ مِنْ أَجْلِ الأَثَمَةِ، لِكَيْ يُقَرِّبَنَا إِلَى اللهِ» ( 1بطرس 3: 18 )
إن الذين ليست لهم دراية بشخصية المسيح، يظنون أن صلبه يرجع فقط إلى كراهية كهنة اليهود له، ولذلك يكون المسيح، بناء على رأيهم، قد مات شهيد الحق والواجب فحسب. غير أننا، إذا رجعنا إلى الكتاب المقدس، نرى أنه لم يَمُت شهيدًا فحسب، بل وكفارة أيضًا.

ومع بقاء المسيح في مركزه الذاتي، هو الكامل الذي لا ينفصل عن الله على الإطلاق، أصبح كابن الإنسان في مركزه النيابي على الصليب في الساعات الثلاث الكفارية، كما لو كان هو كل المفديين الذين آمنوا به، حاملين خطاياهم وشرورهم، ومحتملين في نفوسهم العذاب المريع الذي يستحقونه بسببها. وطبعًا لم يكن لكائن سوى المسيح، أن ينوب عنهم في هذه الحالة المريرة.

ولقد كان موت المسيح كفارة، هو أكبر خدمة قام بها لأجلنا، لأنه لو كان قد عاش إلى الآن، يُعلِّم الناس، ويُطعم الجياع، ويشفي المرضى، ويُقيم الموتى، دون أن يُكفِّر عن خطايانا، لكانت هذه الخدمات مع سمُّوها وفائدتها، لا تُخلِّصنا من دينونة خطايانا، أو تؤهلنا للوجود مع الله، والتوافق معه. ومن ثم، كنا نقضي أبديتنا في شقاء، وبئس المصير. فلو كان المسيح قد تجنب الصلب، أو سمح لتلاميذه باستخدام السيف، أو استدعى الملائكة للدفاع عنه، وكان ذلك ميسورًا لديه؛ لظلت خطايانا سائدة علينا. أمَّا الآن، فقد انتصرت محبة الله ورحمته، على خطايانا انتصارًا تامًا، ومن ثم صار لكل مَن يؤمن منا، إيمانًا حقيقيًا، امتياز الحصول على الصفح والغفران إلى الأبد.

هَلُمَّ نَشْدُ لاِسْمِ مَنْ عَنَّا قَضَى عَلَى الصَّلِيبْ
وَإِذْ أَحَبَّنَا فَقَدْ غَسَّلَنَا مِنَ الذُّنُوبْ

عوض سمعان
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net