الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 3 يناير 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
العبدُ الصالحُ الأمينُ
« كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ » ( متى 25: 21 ، 23)
مَثَل الوزنات هو المثل الثالث الذي يتحدث فيه المسيح عن مسؤولية المعترفين باسمه في الفترة الحاضرة، ويُحرضهم فيه على ضرورة الاستعداد لمجيئه المرتقب. تكلَّم أولاً عن مَثَل العبدين ( مت 24: 45 -51)، ثم مَثَل العشر العذارى ( مت 25: 1 -13)، والآن يتحدث عن مَثَل الوزنات.

ومن أول عبارة في المثل نستطيع أن نرى الفارق بينه وبين المثل السابق. ففي “مَثَل العذارى” نرى المسيح باعتباره العريس، وهنا نراه باعتباره السَيِّد. هناك كانت الفكرة هي الانتظار، وهنا الاتِّجار. الدرس في مَثَل العذارى هو الاستعداد، وهنا الدرس هو الاجتهاد. فواضح أن الخدمة ونتائجها لا تدخل في موضوع مَثَل العذارى، فهناك كان الزيت فقط يكفي، وكل من كان له زيت تمتع ببركة الدخول إلى العرس. ولا تُذكَر مكافآت خاصة للعذارى، أو أية فوارق بينهن. أما هنا فالفكرة هي عن الاجتهاد في الفترة الحاضرة، ومكافأة ذلك عندما يأتي المسيح. وحسن أن جاء هذا المَثَل تاليًا لمَثَل العشر العذارى، فالعمل المقبول (في العبد الصالح والأمين)، يتبع الحب الحقيقي في القلب (في العذارى المستعدات لمجيء العريس). ونظرًا لغياب هذا الدافع من العبد الرديء فإنه لم يعمل شيئًا.

لقد أكد المَثَل السابق على ضرورة الاستعداد، وخُتِم بقول الرب: «فَاسْهَرُوا إِذًا». ويُوَضِّح لنا بقية الأصحاح الأسلوب العملي لهذا الاستعداد وهذا السهر: أن نخدم المسيح (ع14-30)، وأن نخدم أحباء المسيح (ع31-46). نعم، فنحن في انتظارنا لمجيء المسيح، لا نفعل ذلك ونحن نائمون على أسرتنا، ولا بأن نلبس الملابس البيضاء، ونتجه بها إلى الجبال، نتطلع إلى السحاب، بل نحن ننتظره ونحن عاملون بأيادينا لمجده، وساعون بأرجلنا في خدمته. فنحن قد “رَجِعْنَا إِلَى اللهِ مِنَ الأَوْثَانِ لِنَعْبُدُ (نَخْدِم) اللهَ الْحَيَّ الْحَقِيقِيَّ، ونََنْتَظِرُ ابْنَهُ مِنَ السَّمَاءِ” ( 1تس 1: 9 ، 10).

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net