الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 27 يناير 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
رفقة
«وَإِذْ كَانَ لَمْ يَفْرَغْ بَعْدُ مِنَ الْكَلاَمِ، إِذَا رِفْقَةُ ... خَارِجَةٌ» ( تكوين 24: 15 )
من أوجه ظاهرية، ترمز رِفْقَةُ إلى الكنيسة. فهي أُخذت من الأُمم لتكون عروسًا لإسحاق، وذلك بعد قيامته الرمزية. وقد أُحضرت إلى خباء (خيمة) سارة بعد موتها. وأيضًا سمعت أخبار إسحاق فآمنت، مع أنها لم تَره، وهكذا فإن الكنيسة آمنت بمحبة ذاك الذي جاء مُحتجَبًا في ناسوت، ومن أجلها صنع أساس خلاصها. آمنت ولم ترَ، ولذلك كانت لها أغلى عواطفه.

يقول الرب لتوما (الذي يمثل بقية الشعب الأرضي): «لأَنَّكَ رَأَيْتَنِي يَا تُومَا آمَنْتَ! طُوبَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا» ( يو 20: 29 ). هذا الوجه مُميِّز لإيمان الكنيسة، كما كان العيان مُميِّزًا للشعب القديم، حتى في زمان افتقادهم في مدة الضيقة، إذ يقول زكريا في نبوَّته: إنهم لن يتوبوا إلا بعد أن يروا الذي طعنوه «فَيَنْظُرُونَ إِلَيَّ، الَّذِي طَعَنُوهُ، وَيَنُوحُونَ عَلَيْهِ كَنَائِحٍ عَلَى وَحِيدٍ لَهُ، وَيَكُونُونَ فِي مَرَارَةٍ عَلَيْهِ كَمَنْ هُوَ فِي مَرَارَةٍ عَلَى بِكْرِهِ»، وسوف يقولون له: «مَا هذِهِ الْجُرُوحُ فِي يَدَيْكَ؟» ( زك 12: 10 ؛ 13: 6).

أما عن مؤمني تدبير النعمة، فيقول الرسول بطرس: «الَّذِي وَإِنْ لَمْ تَرَوْهُ تُحِبُّونَهُ. ذلِكَ وَإِنْ كُنْتُمْ لاَ تَرَوْنَهُ الآنَ لكِنْ تُؤْمِنُونَ بِهِ، فَتَبْتَهِجُونَ بِفَرَحٍ لاَ يُنْطَقُ بِهِ وَمَجِيدٍ» ( 1بط 1: 8 ). ليس عجيبًا أن يُسمِّي بطرس هذا الإيمان «إِيمَانًا ثَمِينًا» ( 2بط 1: 1 ) إنها قوة يُعطينا إيَّاها الله، أن نؤمن بشخص غائب عنا ومرفوض من العالم.

عندما اكتشف جاليليو، بمنظاره البدائي، كوكب المُشترى، ضحك الناس عليه لمَّا أذاع اكتشافه. لكنَّ، واحدًا فقط صدَّقه، هو “كبلر” وكتب إليه يقول: “إني أومن بما تقول”، فردّ عليه جاليليو ردًا مؤثرًا ومُعبِّرًا عن امتنانه العميق لتلك المشاعر الطيبة.

أيها الأحـباء: نحن قد تبرَّرنا بالإيمان، بذلك الشخص الذي أعلن للعالم غير المؤمن أعجبَ آفاقِ السماوات وأعمقَها، ونؤمن بأنه في زمانٍ عتيد، سوف يُعلن تقديره للثقة التي وضعها فيه أولئك الذين «آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا».

شنودة راسم
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net