الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 30 يناير 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
قُبُلات فمهِ
«لِيُقَبِّلْنِي بِقُبْلاَتِ فَمِهِ، لأَنَّ حُبَّكَ أَطْيَبُ مِنَ الْخَمْرِ» ( نشيد 1: 2 )
مَن هو هذا الذي تطلب منه العروس أن يُقبِّلها؟ أ ليس هو الرب يهوه ـــــ الله؟ نعم، إنه هو بلا شك، كما إنه أيضًا الإنسان يسوع المسيح.

والقُبلة هي علامة المُصالحة، وهوذا العروس تطلب إليه أن يُقبِّلها، فهي أدركت أنه ـــــ تبارك اسمه ـــــ هو “الوسيط المُصالح”. نعم، إن العداوة أتت من جانب الإنسان، فقد كنا «قَبْلاً اجْنَبِيِّينَ وَأَعْدَاءً فِي الْفِكْرِ، فِي الأَعْمَالِ الشِّرِّيرَةِ» ( كو 1: 21 )، أما المُصالحة فقد أتمها الله بتقديمه ابن محبته للموت نيابةً عنا «قَدْ صَالَحَكُمُ الآنَ فِي جِسْمِ بَشَرِيَّتِهِ بِالْمَوْتِ، لِيُحْضِرَكُمْ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ وَلاَ شَكْوَى أمَامَهُ» ( كو 1: 21 ، 22). وإن صليب ربنا يسوع المسيح، والحجاب الذي شُق من فوق إلى أسفل، والحربة التي طُعن بها سيدنا في جنبه الطاهر، هذه كلها تُعلن بكل وضوح هاتين الحقيقتين: العداوة من جانب الإنسان، والمحبة والمُصالحة من جانب الله بواسطة موت ربنا يسوع المسيح ( 2كو 5: 18 - 21؛ أف2: 13- 16).

لقد كانت لغة العداوة من ناحية الإنسان «اصْلِبْهُ! اصْلِبْهُ!»، ولكن كان جواب المسيح على تلك العداوة: «يَا أَبَتَاهُ، اغْفِرْ لَهُمْ». وقد وضحت عداوة القلب البشري وبُغضته في الحربة التي طُعن بها جنب المسيح، فجاوبت محبته ـــــ له المجد ـــــ على تلك البُغضة “بالدم والماء” اللذين خرجا من جنبه. حقًا ما أردأ وأبشع القلب البشري! وما أعجب محبتك يا سيدنا! هبنا أن ننمو في معرفتك وفي معرفة محبتك «الْفَائِقَةَ الْمَعْرِفَةِ» ( أف 3: 19 ).

وهناك أمر آخر جدير بالملاحظة، وهو أن العروس لا تطلب قُبلة واحدة ولا قُبلات كثيرة من فمه، بل «قُبْلاَتِ فَمِهِ»، أي كل قُبْلاَتِ فَمِهِ. والمؤمن الذي ذاق حلاوة النعمة، يريد أن يتمتع في كل حين بكل محبة العريس، ويمتلكه، ويخصصه لنفسه.

متى بهنام
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net