كان الرب يطلب من شعبه ـــــ قديمًا ـــــ أفضل ما يُنتجونه، فيأتون بقرابين إلى الكاهن الذي يُحضرها إلى الرب، لحساب مُقدّمها، وهي تعبير عن شكر وحمد مُقدّمها للرب، لأجل صلاحه معه. ولكن أحيانًا، حينما يُقدّم الإسرائيلي للكاهن قربانه، يتذكر أنه أساء لأخيه؛ قولاً أو فعلاً. فماذا عساه يفعل؟ إن الرب يطلب من حامل قربانه، أن يكون ـــــ روحيًا وأدبيًا ومعنويًا ـــــ في حالة متوافقة مع مجده «مَنْ يَصْعَدُ إِلَى جَبَلِ الرَّبِّ؟ وَمَنْ يَقُومُ فِي مَوْضِعِ قُدْسِهِ؟ اَلطَّاهِرُ الْيَدَيْنِ، وَالنَّقِيُّ الْقَلْبِ، الَّذِي لَمْ يَحْمِلْ نَفْسَهُ إِلَى الْبَاطِلِ، وَلاَ حَلَفَ كَذِبًا» ( مز 24: 3 ، 4). لقد استاء الرب لعمل هذا الإنسان، ويجب تصحيح الخطأ الذي ارتكبه. ولذلك يأمره الرب: «اتْرُكْ هُنَاكَ قُرْبَانَكَ قُدَّامَ الْمَذْبَحِ، وَاذْهَبْ أَوَّلاً اصْطَلِحْ مَعَ أَخِيكَ، وَحِينَئِذٍ تَعَالَ وَقَدِّمْ قُرْبَانَكَ» ( مت 5: 24 ).
هذا المبدأ الأساسي هو ما يجب تطبيقه مع مؤمني هذه الأيام؛ أيام النعمة. ولقد كتب الرسول بولس لمؤمني كنيسة أفسس: «لاَ تُحْزِنُوا رُوحَ اللهِ الْقُدُّوسَ الَّذِي بِهِ خُتِمْتُمْ لِيَوْمِ الْفِدَاءِ. لِيُرْفَعْ مِنْ بَيْنِكُمْ كُلُّ مَرَارَةٍ وَسَخَطٍ وَغَضَبٍ وَصِيَاحٍ وَتَجْدِيفٍ مَعَ كُلِّ خُبْثٍ. وَكُونُوا لُطَفَاءَ بَعْضُكُمْ نَحْوَ بَعْضٍ، شَفُوقِينَ مُتَسَامِحِينَ كَمَا سَامَحَكُمُ اللهُ أَيْضًا فِي الْمَسِيحِ» ( أف 4: 30 -32). وقال أيضًا يعقوب في رسالته: «اِعْتَرِفُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ بِالزَّلاَتِ، وَصَلُّوا بَعْضُكُمْ لأَجْلِ بَعْضٍ، لِكَيْ تُشْفَوْا» ( يع 5: 16 ).
وهكذا يتم تحذيرنا ألا نُسبب مضايقة لأحد، وأن نعمل المصالحة بكل إخلاص. كما وأنه عدم احترام وتقدير للرب، أننا في هذه الحال نشترك في كسر الخبز، ونحن نُنكر مشاعر الذين أسأنا إليهم، ونتظاهر بأن لا شيء قد حدث! ولكن يجب تنفيذ تعليمات الرب، والأمر يجب أن يُسوى، فتتم المصالحة، بأن يعتذر المُخطئ، والطرف الآخر يقول له: “لقد سامحتك”.