الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 4 يناير 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
سيأتي الآتي
«لأَنَّهُ بَعْدَ قَلِيل جِدًّا سَيَأْتِي الآتِي وَلاَ يُبْطِئُ» ( عبرانيين 10: 27 )
فى سفر حبقوق، نجد سلسلة من الأخبار الواضحة تلمع لتُنبِّه عقولنا، فلا تُنسى. فها الخطة تتكشف، لنتشجع أن «الْبَارُّ بِإِيمَانِهِ يَحْيَا». ثم نجد شخصًا شريرًا للغاية، على النقيض تمامًا من الضعيف المُتعلق بحق الله: هذا «الرَّجُلَ مُتَكَبِّرٌ وَلاَ يَهْدَأُ. الَّذِي قَدْ وَسَّعَ نَفْسَهُ كَالْهَاوِيَةِ، وَهُوَ كَالْمَوْتِ فَلاَ يَشْبَعُ، بَلْ يَجْمَعُ إِلَى نَفْسِهِ كُلَّ الأُمَمِ، وَيَضُمُّ إِلَى نَفْسِهِ جَمِيعَ الشُّعُوبِ» ( حب 2: 4 ، 5).

إن ارتباط السياق بالكلدانيين واضح، إلا أن ذاك ”الرَّجُلُ المُتَكَبِّر“ ليس مرتبطًا بنَبُوخَذْنَصَّرَ مَلِكِ بَابِلَ الْكِلْدَانِيِّ؛ فلم يكن هذا الأخير سوى رمزًا لهذا القاهر القاسي الرهيب، الذي طموحه يجعل منه أداة في يد الشيطان الطامح لأن يمد نفوذه على العالم بأسره. هذا ”الرَّجُلُ المُتَكَبِّر“ أعظم من الإسكندر الأكبر، وعديم الرحمة أكثر من قيصر، وأقسى من جنكيز خان؛ وقريبًا جدًا سيُستعلن؛ إنه وحش رؤيا 13.

لكن حتى بعد أن يحدث هذا عليه أن يرحل، ليُفسح المجال لشخص آخر، لأن الكتاب يُقرر: «تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ ... وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ» ( في 2: 9 -11). للتو بعد أفول هذه الظلمة، ستُسمع هذه الصرخة العجيبة: «مَنْ ذَا الآتِي مِنْ أَدُومَ، بِثِيَابٍ حُمْرٍ مِنْ بُصْرَةَ؟ هذَا الْبَهِيُّ بِمَلاَبِسِهِ، الْمُتَعَظِّمُ بِكَثْرَةِ قُوَّتِهِ»، لتأتي الإجابة: «أَنَا الْمُتَكَلِّمُ بِالْبِرِّ، الْعَظِيمُ لِلْخَلاَصِ» ( إش 63: 1 ).

إننا لم نُخبر بوقت تتميم هذا، إلا أننا واثقون من حتميته، لأننا نقرأ الوعد العجيب: «لأَنَّهُ بَعْدَ قَلِيل جِدًّا سَيَأْتِي الآتِي وَلاَ يُبْطِئُ». هذا الاقتباس هو إعادة صياغة للوعد الذي ناله النبي: «لأَنَّ الرُّؤْيَا بَعْدُ إِلَى الْمِيعَادِ، وَفِي النِّهَايَةِ تَتَكَلَّمُ وَلاَ تَكْذِبُ. إِنْ تَوَانَتْ فَانْتَظِرْهَا لأَنَّهَا سَتَأْتِي إِتْيَانًا وَلاَ تَتَأَخَّرُ» ( حب 2: 3 ). ونحن نرى الشخص المجيد الذي سيُحققها عند مجيئه للأرض. إن من فدانا، وغيَّر حياتنا، سيعود أيضًا ليُغير الأرض، ثم الكون، ويأتي بالخلاص لشعبه. كل شيء سيأتي في وقته، وفي ترتيبه الصحيح.

روجر بنى
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net