الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 10 أكتوبر 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أوقات الانتصار
«أَرْكَبُوا تَابُوتَ اللَّهِ عَلَى عَجَلَةٍ جَدِيدَةٍ، وَحَمَلُوهُ» ( 2صموئيل 6: 3 )
إن لحظة الانتصار في الحرب الروحية، هي من أخطر اللحظات في حياتنا. فنحن لا نكون قريبين من الهزيمة، مثلما نكون في لحظة الانتصار. لأن نشوة النجاح تأخذنا بعيدًا عن الشعور بالاتكال الكامل على الرب. فنحن ميالون للنظر إلى هذا النجاح كأنه نجاحنا الشخصي، وبالتالي تتحرك الذات فينا، ويجد العدو مجاله فينا. لقد انتصر داود في حروب الرب، وتمَّ تتويجه في حبرون. وكان أول ما فكَّر فيه هو إرجاع التابوت. وبعد المشاورة مع قواده، وضع تابوت عهد الله فوق “عَجَلَةٍ جَدِيدَةٍ” بدلاً من حمله على أكتاف القهاتيين. ويا له من أمر خطير، يُظهِر لنا أن زلة المؤمن قد تأتي بنتائج مُحزِنة على آخرين معه! فنتيجة لخطأ داود في طريقة حمل التابوت «حَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى عُزَّةَ، وَضَرَبَهُ اللَّهُ هُنَاكَ ... فَمَاتَ هُنَاكَ لَدَى تَابُوتِ اللَّهِ» ( 2صم 6: 7 ).

بناءً عليه يجب علينا في أوقات انتصارنا أن نحترس من ذواتنا، فلا نُفكِر فيها، ولا نُعطيها فرصة للظهور والافتخار، بل نستمر في شد أحقائنا بالحق.

إن معرفة الحق وحدها لا تنفع، بل لا بد من تطبيق الحق على حياتنا، والسير مع الله بأحقاء مُمنطَّقة وإرادة مُخضَعة، وبذلك يُمكننا التغلب على مكائد إبليس. ولنا في حياة ربنا يسوع المسيح، مثال كامل لحياة الطاعة وإتمام مشيئة الآب. ففي بداية خدمته، عندما جاء الشيطان ليُجرّبه، نسمع الرب يواجهه بالحق الإلهي قائلاً: «مَكْتُوبٌ ... مَكْتُوبٌ أَيْضًا». ومع أنه كان يستطيع فعلاً أن يُحوّل الحجارة إلى خبز، ولكنه لم يفعل شيئًا لمصلحته الشخصية، بل كان في تمام الخضوع والطاعة لمشيئة الآب. وقد استمر الرب ـــــ له المجد ـــــ في طريق الطاعة الكاملة لله طوال حياته، إلى أن «وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ» ( في 2: 8 ).

ليت الرب يُعيننا لتكييف حياتنا حسب الحق الإلهي، فنحيا حياة الطاعة الكاملة.

باترسون
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net